بالزاوية: كريستينا!
عام 1961 يضرب الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف طاولة مجلس الأمن بحذائه، ليفرض الصمت بعد الفوضى التي أحدثها ممثلو الدول الغربية في القاعة للتشويش على كلمة الرجل، لتصبح كلمته حديث الساعة في حينها.
عام 2014 تلقي رئيسة الارجنتين كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر كلمة بلادها أثناء إلقاء كلمات ممثلي الدول الأعضاء وتنتقد الطريقة التي تتبعها الأمم المتحدة في التعامل مع «الإرهاب»، مشيرة إلى أن هناك إرهاباً اقتصادياً يوازي بخطورته الإرهاب العسكري. وقالت دي كيرشيز، فيما يشبه المحاكمة للدول الكبرى، إن «الإرهاب ليس فقط بالتفجيرات والقنابل والقتل، بل إن هناك إرهاباً اقتصاديا أيضاً تمارسه الدول في تجويع الشعوب، واعتبرت أن الدول الغربية « تخلق الوحوش وتعجز عن السيطرة عليها»
وقالت كيرشنر«اليوم نجتمع لإصدار قرار دولي حول محاربة تنظيم داعش، ومصادر أسلحته معروفة من أين، وأنتم خير من يعلم »، وتابعت متسائلة «من أين تأخذ داعش والقاعدة أسلحتها؟ معتبرة «أن مقاتلي الحرية بالأمس هم إرهابيو اليوم»، مؤكدة على التزام بلادها بقرار المجلس لمكافحة «داعش»
كلمة رئيسة الأرجنتين قطعوا عنها الترجمة حتى لا تصل كلماتها إلى شعوب العالم، والفضائيات التي كانت تبث وقائع الجلسة على الهواء مباشرة، قطعت البث، وادّعوا أن هذا الانقطاع، «دون وجود سابقة في تاريخ مجلس الأمن، جاء بسبب خلل فني، فالسيد الامريكي لم يعجبه هذا الكلام، فلجأ إلى «أساليب الإرهاب الفني والتقني لحجب الحقائق عن من ينتظرون سماعها»
ولكنها كشفت كل الزيف والبروباغندا التي يتم تسويقها عبر الإعلام الخادم لتجار الحروب، وكل زبد نشرات الأنباء عن الحرية المحمولة على أجنحة الطائرات الغربية، وتبقى هذه الكلمة التي تعبر عن الضمير الإنساني على امتداد مساحة العالم، لسان حال كل ضحايا الإرهاب الأمريكي المباشر وغير المباشر الذي يمارسه وكلاؤها.
بلاغة حذاء خروتشوف بالأمس، وبلاغة الحقائق القاطعة في كلمة الرئيسة دي كيرشنر اليوم من على هذا المنبر الدولي هي دروس تاريخية وموقف مناسب في التوقيت المناسب والمكان المطلوب.