الأمثال الشعبية.. وعي الناس الحاضر
تعتبر الأمثال الشعبية من وسائل التعبير الأدبي الشفهي عند الإنسان، فهي تغني عن الشرح الطويل، وتظهر على شكل قواعد وحكم مسلم بها، تحتوي على الأجناس والاستعارة مما يجعلها محببة للنفوس، ويعتبر المثل الشعبي ذاكرة الجماهير الشعبية حيث أنه لا ينسب إلى قائل معين بل يعبر عن إبداعات الجماهير في صراعها المستمر في الحياة.
كانت الأمثال الشعبية والأدب الشفاهي عند الشعوب موضوع دراسة الأدباء والباحثين، ويؤكد بعضهم أن الأدب الشعبي ينبعث من عمل أجيال عديدة في البشرية، وينبع من ضرورات حياتها وعلاقاتها وأفراحها وأحزانها، وأما أساسه العريض فقريب من الأرض التي تشقها الفؤوس.
بينما يؤكد آخرون أن الأمثال الشعبية جمل قصيرة صورها شائعة تجري سهلة في لغة القوم وتسود مقاطعها الموسيقا اللفظية.
تعتبر الأمثال مصدراً هاماً للتعرف على حياة الشعوب منذ المجتمعات الزراعية القديمة حتى اليوم. وإذا كانت قد امتزجت قديماً بالشعوذة والخرافة فلأنها ولدت ونشأت في ظروف اقتصادية وعلاقات اجتماعية معينة.
تختلف الأمثال الشعبية عن بعضها حسب المجتمع الذي أنتجها، سواء كانت المجتمعات الرعوية أو الريفية أو المدينية. فقد سجلت ذاكرة سكان هذه المجتمعات، وصورت معاناتها وأفراحها ويومياتها وطرائفها وحكاياتها في مختلف الدهور كما كانت شكلاً بدائياً للإعلام ونقل الأخبار، يقول ولهلم رايش: «قد لا يكون وعي الجماهير جاهزاً ولكنه ليس غائباً».
يمتلك كل شعب ذخيرة كبيرة من الأمثال الشعبية والأدب الشفاهي. وهناك تقارب كبير في الأفكار التي تحملها الأمثال الشعبية بين شعوب كثيرة (حسب ما يؤكد الباحثون)، كالأمثال الصينية والعربية والكازاخية والإنكليزية وغيرها لأنها لعبت دوراً في الحياة الاجتماعية ونشأت عنها ولم تنشأ عن اختلاف الثقافات كما يقال.