وطنٌ ووردة
-1-
يعيش أنصار الحق أمثالك، ممّن بدأت تشكّ حتى أن الله معهم، قاب قوسين، أو شحطة، من الموت جوعاً وقرفاً وذلّا.. في حين يعيش أنصار الباطل ،ممّن يملؤون عليك بؤسك، في بذخ وترف.
باطلٌ في العمل.. باطلٌ في المنزل.. باطلٌ في الشارع.. باطلٌ في الهواء الذي تتنفّس. ويرفع مجنون، ورُبَّما عاقل، عقيرته، واصفاً إيّانا، نحن العقلاء، ورُبَّما المجانين، بأنا صرنا نمتصّ الإهانة والوضاعة، كما الإسفنج يمتصّ الماء. فتخفض رأسك مواصلاً سيرك مزدرداً ريقك، وحالك تقول معزّية، ورُبَّما ساخرة «إن للباطل جولة!» وتخطّ حافظة الزمان نقطة في دفتر أحوالك، وغصّة.
-2-
ينام الجبناء في المرابع، ملء أجفانهم. تحرسهم كلاب يقظة، تهدهدهم أيدٍ رخصة. وتأوي مبيتك، مستباحاً كالصحراء.. مستهدفاً كالدريئة، حتى إذا جاء الصباح مشفوعاً بضحكة طفلك؛ طردتك الصحراء شيئاً.. جذبتك الواحات شيئاً.. وأقبلت الحياة نحوك شيئاً. فتبسم، وتخطّ حافظة الزمان نقطة في دفتر أحوالك، وابتسامة.
-3-
تحبطك الحاجة إلى الأغبياء. تنتعلك الفاقة.. ويسألونك، وبأثمان باهظة، العون، لكن، على الوطن، فتأبى عليهم كبرياءً، وأنت المتواضع المتواضع..
تفوقهم، غنىً، وأنت الفقير الفقير.. وتشمخ.
وتخطّ حافظة الزمان، وطناً
في دفتر أحوالك،
ووردةْ.