بين السيرقوني والسيكلما: 23 مليون كومبارس
ما الفرق بين الممثل الرئيس والثانوي والكومبارس؟ أعتقد أن واحداً من أهم الفروق هو العدد. هكذا أجابني صديق. أي أن عدد الكومبارس أكبر من الممثلين الرئيسيين.
تدخل ثالث فقال: ليس بالضرورة، ففي المسلسلات التاريخية يصح ذلك أي في المعارك مثلاً يكون عدد الجنود أكبر من عدد القادة حتماً أما في المسلسلات المعاصرة فالكومبارس هم الذين يجلسون في المقهى حتى يؤدي البطل والبطلة دور المحبين مثلاً، وعددهم ليس كبيرا بالمقارنة مع عدد الممثلين في المسلسل، يعني القصة نسبية.
هنا استشاط رابع غضباً وقال: معقول أنكم لا تدركون أن الفرق الرئيسي هو في نوعية الدور الذي يقدمه كل من الطرفين يعني أكيد دور الكومبارس ليس بأهمية دور الممثل العادي نفسها، هنا تحسس خامس من كلمة عادي كمن داس له على ذنب، وصرخ ماذا يعني عادي؟ في واحد عادي وواحد إكسترا أو مريخي، كلهم ممثلون بالنتيجة، يعني بلا كومبارس أتكون المعركة؟ معقول مثلاً أن القادة يحاربون بعضهم على ظهور الخيل ولا أحد حولهم أبداً، أو واحد ماشي في الشارع ولا شرطي ولا بائع أو ولد يلعب أو سيارة، بدها واقعية القصة، كل واحد له دور حتى لو كان هذا الدور صغيراً في نظر الآخرين لكنه نازل في مكانه حفراً وتنزيلاً، ولولا الأدوار الصغيرة التي يقوم بها الجميع، كانت كل المسلسلات مثل أفلام كرتون.
رد أحدهم الجالس قرب المجموعة: يمكن المشكلة بفهم كل واحد لدوره يعني هل من المعقول أن يقرر الكومبارس جميعاً أثناء المعركة فصفصة البزر مثلاً؟ أو أن يقرر الممثل الرئيسي أو الفرعي حك ظهره في وسط مشهد رومانسي؟ فتدخل الخامس معترضاً: على عيني وراسي موضوع فهم الدور!! الممثل الرئيسي يقوم بدور رئيسي، لأن هناك من جعله رئيسياً، لكن يا ترى ألم يقم بدور فرعي قبل أن يصبح رئيسياً أم ولد من بطن أمه رئيساً؟ وهل هو قدر على الكومبارس أن يبقى كومبارس؟ القصة فيها حركة، تحتاج إلى لحلحة بالتفكير. وبدأ الجميع يحركون رؤوسهم على نغم صوفي عتيق بحركة دائرية، في سبيل اللحلحة.