بين قوسين: «صداع الحلزون»
«فكّر في الألم.
مثلما كان ميكل أنجلو يفكّر في عذاب الصخر.
فكّر في الألم.
فكّر في أحزان النباتات،
في ما يتألمه الطائر.
فكّر في صداع الحلزون».
هكذا يردد نزيه أبو عفش في قصيدته «ما قبل الأسبرين»، لكننا في الواقع، غارقون في آلام أشد هولاً، وبصداع لا يشفيه الأسبرين. نصرف أيامنا بهباء عميم، ومن دون أوجاع تذكر. لقد اعتدنا على أن ندور في المكان نفسه، ونعبر الشوارع ذاتها، من دون أن نتأمل ما يجري. وحدها أوراق الروزنامة تهدينا إلى أسماء الأيام والأشهر. أحياناً لا أتذكر: هل نحن في العام 2010، أم في العام2011؟ ولكن هل هناك فرق فعليّ بين القرن الماضي وهذا القرن سوى في حجم الألم؟
أحسد أولئك الذين يضيفون كلمة «الأمل» إلى قواميسهم.
***
الألم اليوم بات الكترونياً، مثله مثل الحب العابر للشاشات!
***
ما كان يحدث قبل قرن تقريباً بالنسبة للكاتبة الأوروبية من إجحاف ،هو ما يحدث اليوم للكاتبة العربية،إذ لم تحصل على شرعية كاملة في تحرير نصها من تهمة الذكورية،إذا لم نقل أنها هي نفسها تسعى لمقارعة النص الذكوري بأدواته، وإلا كان مصيرها الصمت أو الغياب.
***
هل استنفدت الإنسانية احتياطيها من الحب؟ الإجابة نعم حسب ما يقول غابرييل غارسيا ماركيز، فهو يرى أن الحب الشهواني تلاشى منذ حقبة الستينيات، وقد آن الأوان للالتفات جدياً إلى قوة المشاعر وخزّان الرومانسية، وإلا ما تفسير عودة روايات الحب إلى مكان الصدارة في المبيعات؟
الحروب والعنف والعزلة، فرضت نصاً آخر يعيد الاعتبار إلى معجم العشق، ويضيف صاحب «الحب في زمن الكوليرا»: «لقد كنت مؤمناً على الدوام بأن الحب قادر على انقاذ الجنس البشري من الدمار،وهذه العلائم التي تبدو ارتداداً إلى الوراء هي على العكس من ذلك تماماً في الحقيقة: إنها أنوار أمل»!
***
يختزل محمود درويش صورة الخوف بهذه الفكرة:
«للخوف أسماء عديدة
من بينها ألا نخاف
وأن نرى الصياد
في ريش الطريدة».
***
هل مزاجنا لحظة الكتابة هو وحده من يوجه الفكرة نحو الألم أو البهجة؟