«السنديان» و «فوانيس»:استفهام عن علاقة مشبوهة
اعتاد المثقفون ومتذوقو الفن في سورية سنوياً على التواجد في ساحة قرية الملاجة، التابعة لريف طرطوس، بغية حضور مهرجان السنديان الثقافي - مهرجان الملاجة – وهو الحالة الفنية الثقافية السنوية التي تشهدها القرية بتنظيم من مجموعة من مثقفي القرية.
وقد أصبح هذا المهرجان عادة سنوية تشهدها القرية، ولكن المختلف في النسخة الأخيرة من المهرجان التي أقيمت في الخامس والسادس من آب المنصرم تصريح رشا عمران عضو لجنة إدارة المهرجان في ختام فعالياته عن علاقة وطيدة تربط مهرجان السنديان بمهرجان أردني يدعى مهرجان «الفوانيس المسرحية» أو «مهرجان أيام عمان المسرحية»، والذي تشرف عليه فرقة مسرح الفوانيس، وقد مرت كلمات الشكر الجزيل التي قدمتها رشا عمران لأسرة مهرجان الفوانيس الممثلة بالشاعرة الأردنية جمانة مصطفى، مرور الكرام على معظم حضور المهرجان ولكن، وعند البحث في كواليس وأصداء مهرجان الفوانيس في وطنه الأم الأردن فقد فوجئت بأنه من أكثر الفعاليات الثقافية الأردنية إثارة للجدل إن لم يكن أكثرها، فقد علمت بأنه مقاطع من غالبية المثقفين والفنانين في الأردن لما يشار إليه وإلى علاقته بمشروع التطبيع وهذا ما سمعته كثيراً من أكثر من مثقف وفنان في الساحة الأردنية. إضافة إلى التمويل المشبوه الذي ابتدأ به المهرجان.
هنا يفيدنا ما نشره تيسير نظمي الأديب الأردني ومؤسس حركة إبداع على موقعه الشخصي باللغة الإنكليزية بعنوان ATIF Losing identity -أيام عمان المسرحية تفقد الهوية- ونشر فيه أن الفوانيس أول مؤسسة ثقافية أردنية تقبل دعماً من منظمة Ford Foundation's الغنية عن التعريف لتساوقها مع مخططات المخابرات الأمريكية في التعايش السلمي. إضافة إلى أن تيسير نظمي في المقالة نفسها عبر عن علاقة الفوانيس بمشروع التطبيع.
وكذلك فقد اعتبرت الصحافية المصرية عبلة الرويني في ندوة بعنوان «الشباب ومستقبل المسرح» أقيمت على هامش مهرجان أيام دمشق المسرحية بأن التآخي بين الورشة المصرية وفرقة الفوانيس ليس بعيداً عن اتفاقيتي السلام الموقعة بين بلديهما «الأردن ومصر» مع إسرائيل.
وعلى هذا وبناء على تاريخ مهرجان السنديان، وما شكله من حالة ثقافية واجتماعية في نسخه الأولى، فلنا أن نستغرب من علاقة تجمعه بمهرجان يثير كل هذه التساؤلات حوله.
عندما قمت بطرح العلاقة بين مهرجان الفوانيس ومخرج مسرحي أردني مقاطع لمهرجان الفوانيس، فقد أجاب بأنها أولى محاولات الاختراق لأجل التطبيع.. وهنا يبقى السؤال برسم إدارة مهرجان السنديان: ما الذي يحدث؟