ربما ..! هل سقط سهواً؟
كان يجب أن يُرسم سهمٌ من الصفحة المقابلة «شؤون فكرية» التي تحمل الرقم (ص10) إلى هذه الزاوية، لأن المنشور هنا من المفترض أن يوضع ويتموضع هناك.. وطبعاً لا شك في أن كل المطارح، في الصحيفة كما في المجالس، خير وبركة، إلا أن هناك توضيحاً لا بأس منه.. باختصار؛ نشر هذا الموضوع هنا هو ضرب من الاحتجاج!!
الاحتجاج يأتي على شكل سؤال هو التالي: لماذا تغيب الثقافة عن «مشروع الموضوعات البرنامجية» الذي يحمل قراءة واسعة الطيف سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؟؟
فمن غير الثقافة يقدر على تقديم الأجوبة الشافية عن المعضلات الكبرى التي يشهدها عصرنا؟؟ وما المهام إذا لم تقم على قيم العقل والتنوير والعلمانية والقيم وتحرر الروح؟؟ من غير الثقافة يضمن الخروج من كل هذه الصراعات المختلفة دون أن تنطمس الملامح والشخصية؟؟ ومن غيرها يسمح للشعوب أن تكون بمقدار ما تبيّن مقدار عطاء هذا الشعب أو ذاك، ومدى مساهمته في الحياة والتاريخ الإنسانيين عموماً؟؟
بالإضافة إلى الحديث عن الحقوق المشروعة والكرامة الوطنية والمأكل والمشرب ماذا عن دور الإبداع في كل هذا؟؟ وما موقعه من المعركة من أجل الحرية والكرامة؟؟ هل يكفي أن نكون شعوباً حرة بمجرد الشبع؟؟ وهل يمكن أن نكون محسوبين على البلدان الحرة بمجرد الاستقلال؟؟ أليست الثقافة هي من تقول من نحن.. وماذا نفعل للصالح الإنساني.. وتعبر عن تجربتنا الحياتية والإنسانية؟؟
كيف يمكن لمشروع استراتيجي متكامل أن يكون استراتيجياً ومتكاملاً وقد أغفل الثقافة؟؟
المطلوب من المشروع أن يكون أوسع وأشمل في مضمونه، وأن يضع الثقافة في رأس اهتماماته.. فدون ثقافة لا تصان أوطان.