بودلير.. لو أراد لكان رساماً
محرر الشؤون الثقافية محرر الشؤون الثقافية

بودلير.. لو أراد لكان رساماً

«هل تعرف المتاحف فعلاً الثروات التي تنام في مخازنها»؟ بهذا السؤال تبدأ صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية مقالتها حول اكتشاف «رسم ذاتي للفرنسي بودلير، الذي عثر عليه مؤخرا مصادفة، أثناء تحضير معرض استعادي للن حات جوفروي ديشوم (أحد نحاتي القرن التاسع عشر الفرنسيين)، الذي كانت تربطه صداقة كبيرة بصاحب «أزهار الشرّ»

وحسب ما ورد في الخبر، قام أحفاد النحات بتقديم هبة، هي عبارة عن بعض الصناديق التي تضم مخطوطات ورسوما ودراسات إلى «مدينة الهندسة والتراث» (تُعنى بحفظ آثار وأعمال الفنانين)، حيث وجد بين الأوراق رسماً مستقلاً على ورقة.

يمثل الرسم شخصا ذا شاربين ونظرة ثاقبة، يضع شالاً أحمر اللون،  وبعد إجراء التحقيقات أكد المختصون أن الرسم يمثل الشاعر شارل بودلير، كان رسمه  بنفسه والمعروف  أن «متحف اورساي» يملك 3 «بورتريهات» له.

ما من معلومات أبدا حول تاريخ هذا الرسم، ولا كيف رسمه الشاعر الفرنسي، ولا كيف انتقل إلى صناديق الكرتون التي تؤرشف لأعمال صديقه النحات جوفروي ديشوم.

بيد أن المختصين يؤكدون فرضية أن رسام الكاريكاتور دومييه والرسام تيموليه والعديد من الكتّاب من بينهم جيرار دو نيرفال وبودلير والنحات ديشوم، ألفوا جمعية أدبية فنية، وكانوا يجتمعون في العديد من الأماكن، في داخل باريس وخارجها.

ويُعتقد أن الرسم كان يملكه دومييه، صديق جوفروي ديشوم الحميم،وهذا ما تؤكده مقالة صدرت في «لو بوتي فيغارو» بتاريخ 24 تموز 1868، كُتب فيها: «كانت رسوم بودلير معروفة بين أصدقائه. وكان دومييه يحتفظ ببعضها، وبخاصة بصورة شخصية له «أوتوبورتريه» رسمها بنفسه، وكان (دومييه) قد صرح مرارا لو أن بودلير طبق في الرسم إمكانياته عينها التي طبقها في الشعر لكان أيضا رساما كبيرا مثلما كان شاعرا كبيرا ومميزا ومتفردا». 

في أية حال، هل أعطى دومييه الرسم لصديقه النحات أم هل احتفظ به هناك في المستودع؟ ربما لا داعي لإيجاد الجواب، إذ بفضل ذلك كله ثمة وجه آخر لبودلير ظهر اليوم.