بالزاوية...!

بالزاوية...!

لا ملهاة ولا مأساة تستطيع وصف  حال المناضلين (الفيسبوكيين) الذين غادروا سورية جسداً أو عقلاً إثر الأزمة التي تمر بها بلادهم

تراهم في كل عرس لهم قرص (فيسبوك) مضمخ بعشق الوطن والأسى على ما ألمّ به من مأساة، ويطالبونك دوماً أن تعذرهم فهم ذوو نفوس مرهفة وأفكار كبيرة لا تتحملها عقول المؤمنين بتراكم النضال اليومي «اللي ما بيطعمي خبز»، ثم أنهم متفائلون في الصباح، متشائمون عند الظهيرة، تتقلب أهواؤهم بين الشتم أو الردح والمدح لكل فقاعة صابون إعلامية، تظهر اليوم وتختفي غداً، وما إن تحك أحدهم قليلا بمبادرة حقيقية تفيد البلاد والعباد حتى «ينط وما يحط» ويصيح مستنكراً: «يا أخي والله روحي فدا سورية وشعبها بس شو طالع باليد؟ أخي لم يبق مكان للنضال في هذا البلد..» ولكن ما العمل اليوم مع هؤلاء وقد بدأت ملامح المرحلة الجديدة؟ الأرجح أننا سنرى «تنتيعات ونمر» (فيس بوكية) أهضم من كل ما أنتجته الكوميديا السورية حتى الآن