الإلهام في عبقرية المبدع
يتكون الإلهام بشكل عام نتيجة عدة عوامل ومؤثرات تشكل حالة نفسية عند الفنان
وتتولد هذه الحالة عن مضمون معين يعقلنه التخيل ليتمخض عنه تعبير فني، وعندئذ يتفاعل الإنسان مع الوسط المحيط به أو مع قراءة خبر ما، أو حتى أحداث تاريخية تحرضه كي ينتج عمله الفني مكرساً له جلّ اهتمامه، ويحيي الموضوع داخل ذاته مستخدماً مقدرته العالية في التعامل مع أدواته (ألوان.. أحجام.. ألحان.. ظلال.. مطرقة.. صلصال.. إلخ) غارفاً من مخزونه الحضاري والعلمي والثقافي والاجتماعي وكل ما أمكن من هذا المخزون الحياتي، ليجسد إنتاجه الفني بشكله الإبداعي، فالفنان المرهف يجد في هذه الحياة التي تدب في أوصاله حافزاً للنشاط وينابيع للإلهام، يمر عليها الآخرون دون أن ينتبهوا لوجودها. وهنا نسأل أنفسنا، ما هو قوام الإلهام الفني؟ إنه وقوع الفنان تحت هاجس الشيء وسلطانه، وحضوره الدائم فيه، بحيث لا يعود يعرف الراحة، مالم يخلق لهذا الشيء شكلاً فنياً متكاملاً.
لماذا وكيف وبمَ يتميز فنان عن آخر؟
حتماً بمخزونه الحياتي وتجاربه ومعرفته وبحثه الدائم والدؤوب عن معنى وماهية ما يدور حوله، فكلنا نعلم بأن الأهم هو كيف نعيش وليس كم نعيش سنوات حياتنا هذه.