أيها «المثقف الثوري»!!
صابر الكشر صابر الكشر

أيها «المثقف الثوري»!!

* يا من كنت تحسب نفسك مثقفاً ثورياً، «في تلك الساعة من شهوات الليل»، إذ يقطر قلمك حزناً صوفياً جارفاً، «فكر بغيرك»!!. لا مفر..

 * «المثقفون الثوريون» هجروا متاريسهم.. سقوا ورودهم الثورية نبيذاً معتقاً، وبكوا على الأطلال.. ليسوا آلهة.. شكراً.. شكراً.

*أيها المثقف الثوري، إن كنت غريباً تقتات بحزنك، فاعلمْ، ليس كل الحزن حزناً ثورياً.. الحزن بمعظمه ذلٌ تتعفن فيه الروح.. إن رأيت إلى نفسك غريبة لا يفهم كلامك أحدٌ، فلأنك لا تفهم كلام أحد!، لأنك «لم تصل اللب». ألق عنك كراريسك الخجولة، واجعل ثورتك هاجساً مشاكساًً طيب القلب، ادخل كل البيوت، بيتاً.. بيتاً، اعبر مدارات الطاقة مداراً.. مداراً، ارقص مع الراقصين بين أكوانهم المتكافئة ونصوصهم المتناصة، ولكن ارقص بطريقتك، ارقص رقصاً ثورياً.. لا تترك شارعاً إلا وعطره بالغضب، اكتب شعراً عن الدفء المفقود، عن الدفء الثوري المنتظر!.

*أيها المثقف الثوري، عرِّ واقعنا القميء، اجعل منه كموناً صفرياً، وقدم حلمك الثوري ليكون واقعنا المنتظر.. ليكون كموناً عالياً، على الناس أن تفهم كلا الواقعين، تلك مهمتك. عليك أن تصل الطريق بين الكمونين لتصعده الناس، بل لترتقيه، ذلك هو الإطار.. وتلكم هي الثورة.

*أيها المثقف الثوري، اكتب عن الوحل. الوحل الذي ستزرع فيه ثورتك.. لا تكتب قصيدتك وتمضي.. القصيدة دون صاحبها، لقيطة تثير الشفقة، اكتب قصيدتك واقرع بها الأبواب، ولا تطل السهر، فالثورة لا تأت إلا في الصباح، وكل يوم ثورة. ساعة الصفر تمتد وتمتد ويطول ظلها.. الثورة، هي «العمل الرتيب الممل الأسود»، وليست استعراضاً بطولياً، ولا خطابات، ولا مسيرات حاشدة... هذا كله سيأتي يومه، لكن إن صنعته بيديك، بعملك اليومي الرتيب الممل الأسود، وحينها سيكفيك من الاحتفالات أن تنزوي بين أصدقائك، وترسم ابتسامتك المتواضعة الراضية، لا تنتظر مديحاً ولا شكوراً..                                                                                

 

آخر تعديل على الجمعة, 11 نيسان/أبريل 2014 18:44