«ابن خلدون» في موسكو..!
رفع الستار في 27 أيار في مكتبة اللغات الاجنبية بموسكو عن نصب الفيلسوف والمؤرخ العربي ابن خلدون الذي أبدعه النحات المصري د.أسامة السروي
علماً أن مكتبة اللغات الأجنبية، التي تضم خزائنها أكثر من أربعة ملايين كتاب صادرة بحوالي 144 لغة حية وميتة من اللغات في العالم، تعتبر أحد المراكز الثقافية الكبرى بموسكو. وخلال وجودها على مدى أكثر من 80 عاماً ارتادها أجيال من الكتاب والشعراء منهم غائب طعمة فرمان ومحمد المعصراني وحسيب الكيالي وعبدالرحمن الخميسي ونجيب سرور ومحمود درويش والفنان محمود صبري. وتضم حديقة المكتبة تماثيل عديدة لشخصيات عالمية مثل ابراهام لنكولن والمهاتما غاندي ونيكولو مكايافيلي وهنريخ هينة وتشارلز ديكنز والشاعر الإيراني فردوسي وغيرهم، ولم يوجد بينها أي تمثال لشخصية عربية .واليوم انضم إليها نصب العلامة الكبير ابن خلدون صاحب كتاب «العبر» ومقدمته الشهيرة، الذي يعتبر بحق مؤسس علم الاجتماع الحديث.
ويحظى ابن خلدون باهتمام الباحثين في العالم لأنه طرح الحلول لكثير من مشاكل البشرية المعاصرة قبل وقت طويل من دراستها في أيامنا، أي منذ القرن الرابع عشر الميلادي. وجاءت إطروحاته التي تضمنت الحلول لهذه المشاكل ولا سيما العلاقة بين الحاكم وعامة الشعب وسبل إحلال العدالة الاجتماعية.
ولد ابن خلدون في تونس عام 1333 م في أيام حكم دولة الحفصيين. وحفظ القرآن الكريم منذ طفولته، وعندما شب درس العربية والفقه والعلوم الإنسانية والفلسفة والمنطق. واطلع في أسفاره العديدة في الأندلس وشمال أفريقيا ومصر والشام والحجاز على مختلف الاتجاهات الفكرية لعصره ودرس أحوال المجتمعات فيها. وقد عمل ابن خلدون في التدريس في جامعة الزيتونة بتونس وجامعة القرويين في المغرب والجامع الأزهر في القاهرة . كما تولى القضاء المالكي بمصر قبل وفاته في القاهرة في عام 1406م. وقدم في الاحتفال العزف على العود وأداء الأغاني المصرية وإلقاء قصيدة للشاعر جمال البخيت ، ثم عقدت ندوة حول العلاقات الروسية - المصرية.