بالنسبة لبكره شو؟
بالنسبة لبكره شو؟ سؤال يردده الجميع.. على مسامع الجميع، منذ اندلاع الأزمة الوطنية، التي طحنت بين رحاها أحلام الفقراء بـ«أن ما هو آت هو الأفضل..»، .
وسرق كل ما هو جميل داخلهم وأصبحوا مجرد حطب ووقود في نار أزمة حولتهم إلى مجرد كائنات بشرية تهيم على وجهها في المدن والأرياف والأزقة والحارات، باحثةً عن سقف آخر يؤويها بعد أن دمر المتقاتلون سقوفهم المجبولة بعرقهم حتى أصبحوا يقولون إنه «شقاء عمرنا»، وهذا تعبير صحيح وبليغ عن حجم المأساة التي يعيشها الفقراء المصابون بداء الحرمان الأزلي والذي تعزز في الأزمة بسبب القهر والنهب معاً، قهر يعانيه من الطرفين المتقاتلين مع أن كلاهما يدعي الدفاع عنه، والمعارك الدائرة بينهما من أجله وبسببه..
ياللهول كيف يدمر بيتي، وأشرد وأجوع باسم الدفاع عني، ولأجلي.. كيف يتم اعتقالي، وخطفي على أنه من أجلي.. كيف تدقق هويتي التي هي رمز انتمائي لوطني كي يسمحوا لي بالمرور على حواجزهم المنصوبة باسمي أيضاً ومن أجلي؟!
من أين آنت؟ - مِن هناك.. هيا أنزل. والحاجز الآخر الذي قد يبعد عنه عشرات، وربما المئات من الأمتار، يوجه السؤال نفسه: من أين أنت؟ - من هناك.. وأيضاً هيا أنزل. الحواجز الأولى تمنعني من إدخال ما أحتاج ويحتاج من أُعيلهم، والحواجز الأخرى أيضاً تصادر ما أملك من قوت يومي دعماً «للثورة..!» أليس للثورة حصة فيما يوجد لديك حتى نستمر في ثورتنا، سؤال يطرحونه عليك لإرغامك على الجوع باسمهم.
أيها المارون على أجسادنا وأرواحنا وأحلامنا.. اذهبوا إلى الجحيم الذي صنعتوه لنا ومن أجلنا... تقاتلوا بعيداً عنا.. هذا الوطن ليس لكم.. أنتم غرباء عنا، وسنقاتلكم.. ليس من أجلكم كما تدعون، بل من أجل أن يبقى الوطن لنا وحدنا، بعيداً عن نهبكم وقهركم الذي آلمنا وأوجعنا... سنتوحد ضد بنادقكم، ومشاريعكم ونهبكم، وقهركم وسيكون«بكرة» مستقبلنا.. لنا وحدنا نحن الفقراء.. الذي سنصنعه من شقائنا وهو لن يطول