مخيم اليرموك

مخيم اليرموك

المخيم المتعب، يستضيفك وكأنك في بيتك، الناس فيه أليفون حد الدهشة.. فلا تشعر عندما ترتاده بالغربة أو بالدهشة.. فالحارات والأزقة والمحلات والمطاعم فيه عادية.. حتى «الحدائق» و«المدارس» و«مقاهي الانترنت» تمر من أمامها فلا تتفوه لا بــ«واو» أو بـ«ياي».

الذي يوقفك ويثير أسئلتك واستغرابك فيه هم الناس.. أنواره التي لا تنام.. وشوق الروح فيه إلى الحركة، وكأن هنالك شيء ما ألفوه ثم فقدوه.. أو هنالك سر ما لفظوه ثم طوقوه.. فهذه الناس والسيارات الكثيرة، وهذا الضجيج المتعالي وذلك الصخب، يشعرانك وكأنك في وسط مظاهرة أو مسيرة احتجاج.. حتى الوجوه تراها مستنفرة متيقظة، والشفاه مستعدة للكلام أو للصراخ، أما العيون فتراها وقد استولى عليها الذهول وكأن صور كثيرة حشدتها الذكرى قد غرقت في سوادها.. حرارة النقاش السياسي، ومواعيد الحرية، وانتظار موكب شهداء، وسيارات تهرع مكبراتها لنداء تجمع في ذكرى يوم الأرض ووعد بلفور والنكبة والتقسيم لا تزال تفعل فعلها هنا...

نصّ من قاسيون عام 2008