الضحك اليساري: للكوميديا دور اجتماعي أيضاً
في صحيفة أو قناة مليئة بالمواضيع الرخيمة والثقيلة بل وحتّى القاتمة، يقدّر الناس منحهم فرصة للضحك.
إعداد: عروة درويش
يقرّ الكوميدي اليساري كارل ساندس: «لا يمكن لأيّة نكتة أن تغيّر العالم، ولا أي شيء على الإطلاق». مضيفاً بأنّه لا يرى ضيراً في تحويل نكاته الساخرة في كثير من الأحيان إلى «وعظ بهدف تحويل رأي المستمعين. فالذين يتم تحويل رأيهم هم ربّما أكثر الأشخاص الذين يحتاجون إلى الضحك».
ويقول ساندس عن تأثير الوقت الحالي على الكوميديا السياسيّة: «يعتقد الناس بأنّ الكوميديا السياسيّة في عصر ترامب والكثير من السخافات أمر سهل، ولكنّها في الواقع ليست كذلك. عليك أن تعمل بجد للعثور على الزوايا المناسبة التي تظهر منها غباء حكامنا، فلو توقف الأمر على الغباء فقط فهم يفعلون الكثير منه بشكل طوعي. لذلك فالمسألة هي كيف يمكنك تسليط الضوء على السبب».
«إنّها كوميديا في المقام الأول، فإنّ لم يستمتع الناس فلا جدوى منها. لكن إن استطعت إمتاع الناس وأنت تسلّط الضوء على شيء لم يكونوا يلقون له بالاً من قبل، أو ربّما أن تساعدهم على التفكير في مواضيع تبدو قاتمة جداً، عندها يمكنك أن تدعي بأنّك استغليت الكوميديا بشكل جيّد».
يحدد الكوميدي اليساري، رود كوانتوك، الصفات الواجب تواجدها في الشخص الذي يريد نقل رسالة كوميدية: «حاد ومثقف سياسياً ويمكنه أن يسخر من حماقات اليسار واليمين معاً».
وهذا يطرح سؤالاً مهماً: هل يجب على الكوميدي اليساري أن يستهدف اليسار في نكاته؟
يجيب كارل: «ربّما بعض جوانب الثقافة التقدمية الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي وكيفيّة تواصلنا عبرها. فمن السهل جداً أن نضيع في تيه التعبير عن الغضب، أو في النقاشات الدائرية التي لا تنتهي أبداً، والتي ربّما تزودنا ببعض الأهداف الواضحة».
ويضيف كارل: «ليس لديّ بالتأكيد أيّ سبب يدفعني للسخرية من الرغبة بتحقيق التغيير الاجتماعي، ولكن عليك أيضاً أن تكون قادراً على السخرية من نفسك. يمكن للفكاهة أن تكون حاسمة في علاج جميع أنواع الأشياء ذات التأثير الجيّد والسيء. إن لم يكن بإمكاننا أن نسخر من حماقات الطرف الذي ننتمي له، فهذه ليست الثورة التي أريد أن كون جزءاً منها».