كبارنا الحاضرون دوماً..

كبارنا الحاضرون دوماً..

انطلاقاً من رغبة في توعية الجيل الجديد الذي يبتعد يوماً بعد يوم عن القراءة وبالتالي عن «كبارنا»، أحبت «دار كتب» أن تصدر سلسلة من المؤلفات التي تعنى بأولئك الأشخاص الذين وسموا تاريخ لبنان من الناحية الثقافية وكان لهم الحضور الكبير في حياتنا.

أول كتابين من هذه السلسة صدرا حديثاً للدكتورة سناء علي الحركه، بعنوان «نجمة من بلادي» و»أقلام من بلادي». الأول عن السيدة فيروز والثاني عن مجموعة من الكتاب اللبنانيين هم ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران ومي زيادة وإميلي نصر الله وتوفيق يوسف عواد وسلام الراسي.

لا يشكل كتاب «نجمة من بلادي» ـ الذي افتتحت به هذه السلسلة ـ أي سيرة عن حياة فيروز بما تمثل من إنسانة أولاً ومن صوت حمل تراث الرحابنة لتتخطى به الحدود، بل هو عبارة عن رحلة فتاة صباحية من البيت إلى المدرسة، وأثناء هذه الرحلة القصيرة ترافقها أغاني فيروز.
تروي القصة عن حديث بين هذه الفتاة ووالدتها التي ترافقها كل يوم إلى المدرسة فتخبرها عن فيروز والأخوين رحباني والمسرحيات الغنائية التي قدمتها كما عن الفولكلور. حديث يتواصل مع والدها في فترة بعد الظهر حول موضوعات أبعد، إذ يتم التطرق فيه إلى مفهوم الوطن والحرب وغيرها من الموضوعات. ويوماً بعد يوم تجد الفتاة نفسها تتعلق بفيروز وتنشأ علاقة بينها وبين فيروز وأغانيها، لتجد نفسها مكلفة بإرادتها أو بتوجيه من والدتها بزرع حب هذا التراث في نفوس أصدقائها وصديقاتها في المدرسة، وبالإضافة إلى هذا الحب، هناك الجانب المعرفي الذي يجهله جيل اليوم، على قول الكاتبة.
الرسالة التي يحملها الكتاب تجيء على لسان الوالدة «على هذا الجيل أن يذكر أمساً صنع لنا فيه الكبار مجداً لنظل في عيني الزمن كباراً». ويذكر أن الكتاب مرفق بسي دي تروي فيه الكاتبة القصة بصوتها، ويحمل أيضاً بعض المقاطع الصغيرة جداً من الأغاني التي وردت في القصة.
الهدف نفسه نجده في الكتاب الثاني «أقلام من بلادي»: الإضاءة على الأدباء الكبار الذين مروا في تاريخنا. ترى د. الحركه أن الكتاب يأتي في إطار مشوق انطلاقاً من نادي القصة باللغة العربية الذي أقيم في المدرسة (وفق قصة الكتاب)، يتسابق فيها الطلاب إلى القراءة انطلاقاً من رغبتهم في أن يكونوا هم الحكاية، فيتناول كل طالب أو مجموعة طلبة كتاباً ويتحدثون عنه معرِّفين بالمؤلف لنتبين في النهاية أن في مكتبتنا العربية الكثير من الكتب التي تستحق أن تُقرأ لكن مع الأسف يعلوها الغبار.
كتابان يرغبان في أن نذهب إلى الهدف التالي: يجب أن لا نطوي هذه الصفحة. علينا كلنا أن نتحمل مسؤولية القيام بدورنا لتوعية الجيل الجديد ولتعريفهم بـ «كبارنا» وعدم التعاطي معهم وكأنهم أنجزوا دورهم ورحلوا.

 

المصدر: السفير