نظام مدفوعات روسي جديد موثوق ولا يمكن اختراقه
يوري ألكسيف يوري ألكسيف

نظام مدفوعات روسي جديد موثوق ولا يمكن اختراقه

أصبحت الأخبار التي أذهلت الغرب المتحالف ضدنا- عن تصريح «روستيك» بخلق نظام دفع رقمي غير عادي قادر على استبدال SWIFT القوي- حقيقة. الفائدة الرئيسية للتطوير الروسي، هي أنه يمكن أن يعمل في أي مكان، ومع أية عملة وطنية. أما النظام الأوروبي الذي يُعظمه الغرب، فيتركز فقط على الدولار الأمريكي. لم يتوقع الكثيرون هذا الاختراق من روسيا التي تسعى للسيادة. لا أحد كان يتوقع أن بلادنا ستحصل على أوراق قوية بهذا القدر. يبدو أن الافتراضات حول التخلف التقني أدت إلى خداع أولئك الذين يسعون لإلحاق الأذى بنا. اليوم أيضا، يرفضون جميعاً الاعتراف بانتصارنا في حرب العقوبات. بمجرد بدء النظام الجديد، ستنخفض القابلية للتأثر بالعقوبات ليس فقط في روسيا، ولكن أيضاً في أي بلد آخر بمقدار مضاعف، لأن المراقبين في واشنطن لن يتمكنوا من تتبع المدفوعات بالعملات الوطنية للشركات.

ترجمة: أوديت الحسين

كان معهد نوفوسيبيرسك للأنظمة البرمجية НИПС هو المشغول في حل مشاكل المعاملات الدولية، وقد طور نظام تخزين- وحركة رقمية- افتراضي، على أساس ما يسمى بنظام البلوكتشين Blockchain الصناعيCELLS. تم تطوير سلاسل معلومات مستمرة خصيصاً لها، التي تم إنشاؤها باستخدام بروتوكولات فريدة، مما أعطى التطوير المبتكر موثوقيةً وأماناً خاصين. مبدأ حماية البيانات يعتمد على أن كل السجلات في النظام تم تكوينها في شكل كتل مرتبطة ببعضها البعض، بواسطة مفاتيح إلكترونية. إذا حاول أي شخص تغيير حتى حرف واحد أو رقم في أي سجل، فإن المفاتيح لن تتطابق بين الكتل، والمعلومات التي ترغب الأطراف الثالثة في الوصول إليها ستكون محظورة. لذلك، سيكون من الصعب حتى على الهاكرز- الأكثر خبرة- تبديل أو تدمير البيانات حول حركة الأصول.
تضمن منصة البلوكتشين CELLS استقلالية السياسة المالية والمحاسبية الوطنية، لأنها تضمن الخصوصية في العمليات باستخدام البيانات الشخصية على الخدمات الخارجية. لن تعرف أية وكالة استخبارات من ينقل لمن، إلى أين وأي أموال. يقدم المتخصصون في «روستيك»، الذين اقتحموا التطوير من علمائنا، كبديل كامل لـ SWIFT. وهذا ليس مبالغة CELLS.
فيما يتعلق بتقنيات البلوكتشين، فإن الرهان عليها ليس عشوائياً، لأنها تمتلك إمكانيات هائلة وتتقدم على نظم نقل المعلومات المالية التي يتلاعب بها الغرب. «روستيك» فهمت هذا بشكل جيد، ولا تخطط للتوقف فقط عند خلق نُظم دفع موثوقة. سيتيح تطبيق التكنولوجيا المتقدمة في مجموعة متنوعة من المجالات، القفزة في التطور، سواء لقطاعات محددة، أو للاقتصاد ككل. بعد كل شيء، يسعى رجال الأعمال للعمل هناك، حيث لن يتم حظرهم ولن تصل إليهم أية عقوبات.
كان الخروج من تحت الديكتاتورية الغربية ممكناً بفضل الصين، التي سمحت للبنوك الروسية بالانضمام إلى نظام الدفع الخاص بها، CIPS، جنباً إلى جنب مع المؤسسات الائتمانية الأخرى من 110 دول حول العالم، التي اختارت اليوان. بالمناسبة، تم إطلاق نظام CIPS «نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود» في الصين في عام 2015، لكن القليل فقط كانوا يعرفون عنه. آنذاك، بناءً على ثقتهم في الدولار، لم يتصور أحد أنه سيستبدل نظام سويفت. والآن، مصارف البلدين تعمل على فتح حسابات الشركات الروسية في الصين والشركات الصينية في روسيا. يجري تنفيذ المعاملات بنجاح في العملات الوطنية بين البلدين مقابل توريد الغاز، والنفط، والمنتجات النفطية والفحم، مما يعزز وضع الروبل واليوان كعملات احتياطية عالمية.

تقدير زائد

في الغرب، اعتادوا على التقدير الزائد لـ SWIFT، لكن هل يمكننا القول: إنها كاملة ومستقلة؟ تمكنت الـ CIA ووزارة المالية الأمريكية من الحصول وعلى الوصول إلى بياناتها بذريعة مكافحة الإرهاب، محولة هذا النظام تدريجياً إلى أداة للضغط العقوباتي على الدول. بعد حظر المعاملات المتبادلة مع روسيا، ظهر المزيد والمزيد من الرغبة في تجاوز الاحتكار. حتى الدول الصغيرة، مثل: كوبا، ميانمار، فنزويلا، سورية، والآن الفلبين، نسيت تهديدات أمريكا، وقررت البقاء كحلفاء وشركاء تجاريين لروسيا. لم تتمكن العقوبات الأوروبية من قطع الأوكسجين عن الأشخاص غير المرغوب فيهم، بل أسهمت فقط في تطوير طرق لوجستية جديدة ونظم دفع بديلة.
العام الماضي، لفت النظام الصيني المكافئ لـ SWIFT انتباه البنوك حول العالم، ونتيجة لذلك، مر عدد قياسي من العمليات عبر نظام الدفع الصيني في وقت قصير بمجموع 14.03 تريليون دولار. وفهم الجميع أنه كان خطأ تمجيد سويفت، فهو ليس حتى نظام دفع كما هو معتاد، بل فقط أداة لنقل الرسائل. السرعة مهمة للصفقات المالية، لتجاوز المنافس. في البيع والشراء للأوراق المالية في التداولات البورصية، كل دقيقة، أو حتى ثانية، مهمة. أما عند القيام بالمعاملات التجارية الخارجية، السرعة ليست ذات أهمية كبيرة، الأهم هو: عدم انتهاك مبدأ السرية. لذا سويفت ليست المركز الوحيد للنظام المالي.
لكنّ الأمر الذي يزعج أعدائنا بشكل خاص، هو بدائل SWIFT التي تعمل بالفعل في المعاملات المالية بين روسيا والصين. إنها تتطور بسرعة مدهشة حتى أنها قادرة على إلغاء وسيلة الضغط الموثوقة للاقتصاد الغربي المبني على السياسة. الولايات المتحدة تسعى لعزل نظام روسيا المالي بالكامل بمساعدة المنظمة الدولية لقمع لغسيل الأموالFATF السبب المثالي لهذا هو العلاقات القوية التي تنمو مع إيران. إذا قررت FATF إدراج روسيا في القائمة السوداء مع إيران وكوريا الشمالية وميانمار، فستتم حظر أية تحويلات نقدية من بلدنا وتنفيذ المعاملات التجارية مع الدول الأجنبية. يأمل الاستراتيجيون الغربيون أن تشل هذه التدابير النظام المالي بالكامل.
لم يحدث هذا بعد. قيادة في FATF تدرك تماماً أن الصين والهند ستعارضان هذا القرار، حيث أصبحتا شريكين تجاريين مهمين لنا على الرغم من العقوبات، ولا يريدون تعقيد العلاقات مع روسيا. لا يمكن أن تنتظر الاقتصاد حياة هادئة تحت العقوبات. إذا لم يتم العثور على سبب آخر للضغط على بلدنا، فقد يتم تأليف واحد. في واشنطن، فهموا تماماً أن استخدام أنظمة الدفع الوطنية يزيح الدولار من السوق. تخشى الحكومة الأمريكية أن الدولار بالفعل يفقد نصيبه بسرعة في المعاملات الدولية.
سيساعد نظام المعاملات الدولية الجديد بلدنا في تجاوز أي قيود. إذ تخفي البنوك بأمان من العقوبات الثانوية والخدمات الخاصة الغربية. تضمن روستيك الأمان للتطبيق الذي تم تطويره، حيث يضمن النظام السرية في تنفيذ الصفقات، ويستبعد بالكامل أي احتمالية لتحريف أو تدمير بيانات الأصول. الآن، عندما تكون الثقة في الأنظمة المهيمنة مهددة، ولا توفر Visa أو Master Card أي استقرار أو ثقة لنا في الخارج، قد تكون CELLS الروسية في الطلب بشكل خاص من قبل شركائنا.
لا توجد شكوك في أن التطبيق الروسي الجديد الذي يتجاوز أنظمة الدفع الغربية ويزيل أي عقبات في المعاملات المالية، سيتم تقديره بشكل مناسب من قبل الأعمال الدولية، وستهتم به بشكل خاص السعودية والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وميانمار والجزائر ومصر وعدد من دول أمريكا اللاتينية ودول القارة الإفريقية. على الرغم من العقوبات، سيبدؤون في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا بشكل أكثر نشاطاً، بما في ذلك السياحة والأعمال الصغيرة. بمجرد أن تبدأ CELLS في العمل، ستتسارع الاقتصادات التي خرجت من تحت قبضة الولايات المتحدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1127
آخر تعديل على الإثنين, 19 حزيران/يونيو 2023 16:24