القطن.. ميزة نسبية غير مفعلّة بالشكل المطلوب

يعتبر القطن  من المحاصيل الزراعية التي تتحكم الدولة بسلسلتها السلعية، وتعتبر المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة المشتري الوحيد للقطن الخام المحبوب في القطر سواء أنتج هذا القطن في المساحات المرخصة أم غير المرخصة. يزرع 98% تقريبا منها في مزارع خاصة بينما يزرع الباقي في مزارع تابعة للدولة ذات إنتاجية منخفضة ولا تتجاوز مساحتها 5000 هكتار، وتقع مسؤولية حلج وتسويق القطن المنتج محلياً على عاتق المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان.

وينتج الحلج النموذجي النسب الآتية: 33% القطن المحلوج، 63 % البذور، 4% الشوائب.

مواصفات القطن السوري

يتصف القطن السوري بالجودة المتوسطة وطول التيلة المتوسط ويعتبر طول التيلة الأكثر انتشاراً في العال ، ويتصف كذلك بالمتانة والطراوة والتناظر مما يساعد على إنتاج صناعة ناجحة، تباع بذور القطن إلى المؤسسة العامة لإكثار البذار التي تقوم بإكثار البذور لبيعها للمزارعين في السنة التالية ومعامل الزيت و السوق الدولية بالأسعار العالمية .

يعتبر قطاع القطن منافساً في ظل السياسات الحالية المطبقة حيث تبلغ أرباحه حوالي  45157 ل.س/طن من ألياف القطن، عالمياً لا يتمتع القطن السوري بميزة تنافسية ويعود هذا إلى انخفاض الأسعار العالمية المتأثرة بالدعم من حكومات الدول المنتجة له، وأن النظام يحتاج إلى دعم من الحكومة حتى يكون قادراً على المنافسة في الأسواق العالمية.

بين الخام والمصنع

 معظم القطن في سورية يصدر بشكل خام وتشير الأرقام حسب إحصائية عام 2010 أنه تم تصدير قطن خام بقيمة تقدر بحوالي 10 مليار ل.س.

وحسب الدراسات فإن:

تصدير القطن المحلوج يعطي قيمة وسطية تتراوح بين 1400- 1800 دولار للطن

تصدير الخيوط المغزولة الجيدة يعطي قيمة وسطية تتراوح بين 2600-3600 دولار للطن أي وسطيا حوالي 155000 ل.س.

تصدير الملابس القطنية يعطي قيمة وسطية تتراوح بين 8000-15000 دولار للطن أي وسطياً حوالي 575000 ل.س.

وهذا يعني أننا إذا صدرنا الكمية نفسها من القطن ولكن على شكل خيوط مغزولة جيدة، أو على شكل ملابس قطنية فسنحصل على المبالغ الموضحة في الجدول رقم (1)

 نستنتج من الجدول أن المبلغ الذي كان من الممكن الحصول عليها لو صدرنا القطن بشكل خيوط مغزولة جيدة هي حوالي 19 مليار وحوالي 70 مليار لو صدرناها على شكل ملابس قطنية، وتكون الخسارة نتيجة تصديرنا للقطن بشكل خام في الحالتين كما يتضح في الجدول رقم (2)

واذا اعتبرنا أن نصف الكمية صدرت على شكل خيوط مغزولة ونصفها على شكل ملابس قطنية فيمكن أن نحصل على حوالي 45 مليار أي بفارق حوالي 35 مليار ل.س عن القيمة التي حصلنا عليها في عام 2009 نتيجة تصدير القطن بشكله الخام.

إن الحصول على هذه القيمة سيرفع من مساهمة القطاع الزراعي في الناتج محلي الإجمالي وبالتالي سيساهم في تعظيم القيمة المضافة وفي رفع معدلات النمو وخلق فرص عمل.

تفعيل القطن ..

تقدم الدراسات نتيجة مثبتة أن القطن المحلوج في سورية لا يتمتع بميزة نسبية في الوقت الحالي نظراً لتصدير ثلثي الإنتاج تقريبا بشكله الأولي لعدم وجود المحالج  القادرة على تصنيع كامل الإنتاج والاستفادة من القيمة المضافة وحيث أن سورية مضطرة لبيع جزء هام من الإنتاج بشكل خام وإن الأسعار العالمية انخفضت بشكل كبير نتيجة المعروض العالمي الكبير من المادة كما أن الأسعار العالمية مشوهة نتيجة الدعم الكبير من الدول المنتجة وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أسباب أخرى ساهمت في الوصول إلى هذه النتيجة منها التكاليف والمردود ومحدودية الموارد وخاصة الموارد المائية والسياسات السعرية وبيئة الاقتصاد الكلي وغيرها من العوامل .

يعتبر القطن المحلوج من أهم المنتجات في العالم ويشكل قوة اقتصادية كبيرة للبلدان التي تنتجه وبشكل خاص إذا كان ذا نوعية جيدة . وتعتبر ألياف القطن السوري من أكثر الألياف المرغوبة في العالم من حيث النوعية ولذلك فمن المهم إثبات ميزته النسبية.

يمكن تحسين الميزة النسبية إذا تم زيادة الإنتاج إلى 5 طن/هكتار .

تحسين أداء العمليات الزراعية وذلك باستخدام الآليات لمعظم العمليات الزراعية وخاصة عمليات التسوية والتعشيب وجني القطن وهذه الآليات ستخفض من تكاليف الإنتاج.

هناك حاجة ماسة لزيادة الإنتاج ليكون هناك ميزة نسبية وذلك عن طريق:

إجراء أبحاث معمقة أكثر لاستنباط نوعيات جديدة تعطي مردوداً أكبر

تطوير المحالج باستخدام آلات جديدة، وتوظيف العمال المهرة والمراقبة الدقيقة لعمليات الحلج مما يساعد  على زيادة الأرباح وتحسين مواصفات القطن المحلوج.