إبراهيم اليوسف إبراهيم اليوسف

قرض انترنيتي

صحوت على صوت اصغرابنائي وهو يناديني لاهثاً: انهض يا بابا ـ لقد فُرجت.... ولم تمهلني أمهم لأستفسر بل باغتنني على عادتها قائلة: مشكلتنا حلت .. فها هو قد صدر اليوم مرسوم جديد يقضي باعطاء مبلغ ـ 30 ـ الف ليرة عدّاً ونقداً لكل مشترك بالانترنيت. طار النوم من عيني، رغم اننا لانزال في اول المساء و بدأت، احسب: جمعاً وطرحاً وتقسيماً، هدفي الرئيس ان اخلص من ديون السمان والفران ... وصاحب المكتبة.... واقساط المصرف..

في الصباح راجعت ـ مدير المصرف ـ الذي عينوه كواحد شريف، لايسرق من الدولة، بل من المواطن ... فقط، إذ يأخذ على كل قسيمة من ذوي الدخل المحدود مبلغ 500 ل. فقط والرقم يكبر طبعاً اذا كان القرض متوسطاً ... او كبيراً.........

إلا ان صاحب الوجه الذي لا يضحك للرغيف الساخن قال لي: ما جانا شي جديد...!

بيد ان، كل هذا لم يثبط معنوياتي بل صرت من المداومين في مصرف مدينتنا... الى ان قال لي ذات مرة: التعليمات وصلت استاذ. ولكن يجب على المستفيد من قرض الانترنيت ان يكون موظفاً وغير مدين.

قلت له: بشرفك .. هل يوجد موظف ذو دخل محدود غير مدين  وأي عاقل يترك قرضاً شرعياً بمبلغ ـ 48 ـ الف ليرة .. بلا وجع رأس ويأخذ قرضاً ب ـ30ـ الف ليرة...... مع وجع رأس..... وشرشحة.. وبوس شوارب واكراميات...... يبدو انكم ناوين تبطلوا الدين...  اجابني: يبدو استاذ انك غاوي ديون. قلت: والله، صحيح، فأنا اريد قرضاً على بيتي وآخر على راتبي وثالث على دراجتي..

يبدو انك رجل حالم كثيراً، إي والله، ولكن شروحاتكم وتعليماتكم للقوانين والمراسيم هي التي تجهض احلامي وتحرق انفاسي وانفاس امثالي ولأن الرجل عاد ودس انفه بين كومة اوراق وطوابع وارقام هامة وخاصة، كانت امامه، عدت القهقرى من مكتبه المكيف كما دخلت لأعد درجات الدرج.......وتلاحقني وجوه الدائنين.... وانا انزل......... انزل...... باتجاه باب النجاة.......

دون ان تنتهي الدرجات اللعينة