«فساد علني في مساعدات الهلال الأحمر بطرطوس»!

«فساد علني في مساعدات الهلال الأحمر بطرطوس»!

اشتكى العديد من المواطنين في محافظة طرطوس، إلى جريدة قاسيون، من التلاعب المكشوف في المساعدات المقدمة للشعب السوري عبر الهلال الأحمر السوري بطرطوس.

بعد خمس سنوات من الأزمة السورية الشاملة، وفي ظل ازدياد عدد الشرائح الاجتماعية التي تحتاج إلى مساعدة، وهي بأمس الحاجة إليها، خاصةً أن الإحصاءات والمؤشرات كلها تدل على أن أكثر من نصف الشعب السوري أصبح بحاجة ماسة إلى هذه المساعدات، والتي تأتي إلى السوريين من مختلف المنظمات الدولية المعنية بهذه المساعدات الإنسانية.

المعونة

 «خيار وفقوس»!

أما شكاوى المواطنين على إدارة التوزيع فهي لا تحصى، فالفساد في توزيع هذه المساعدات والتلاعب بها أصبح حديث الجميع، فالمواطن محمد سليمان، من قرية بلوزة، شرح لقاسيون معاناته مع الهلال الأحمر من أجل الحصول على هذه المساعدة، حيث: «يجري التعامل بين الناس على طريقة خيار وفقوس»، وأضاف: «لدي أخ شهيد وأم وأب لا يوجد لديهم معيل غيري، اعطونا المعونة مرة واحدة وبعدها هربوا من إعطائها، بحجة عدم اكتمال شروط المساعدة، ولدي أخ جريح في الخدمة العسكرية أعطونا معونة مرتين وتوقفوا بعد ذلك بدون سبب مقنع، علماً بأننا نعرف الكثير من الناس يأخذون تلك المعونة وهم لا يحتاجونها أبداً، ولا تنطبق عليهم شروط هذه المعونة».

أما المواطن (س- ط) فصرّح لقاسيون غاضباً: «لدي ولدان في خدمة العلم، وأصيب أحد أبنائي بجروح بليغة، فأعطونا المعونة لمرتين ثم أوقفوها تحت حجج مختلفة، علماً أنني أعرف العديد من العائلات الميسورة تحصل على هذه المعونة منذ ثلاث سنوات، وفجأة توقفوا عن إعطائها بحجة عدم توافق الشروط على وضعنا، علماً بأنني أعرف الكثير يأخذونها دون وجه حق، فأين الجهات المسؤولة عن رعايتنا؟».

تجارة بالمساعدات

وفي جولة لقاسيون في عدد من أسواق طرطوس، شاهدنا بأم العين كميات هائلة من هذه المساعدات المقدمة للشعب السوري تباع على الأرصفة، وفي المحلات التجارية وبشكل مكشوف، عن طريق وسطاء فاسدين جنوا الملايين من وراء سرقة هذه المساعدات بطرق مختلفة، ومنعها عن آلاف العائلات المحتاجة، والتي تعاني الأمرين لتأمين لقمة عيشها، التي أصبحت شبه مستحيلة عند الغالبية الساحقة من السوريين.