فائق اليوسف فائق اليوسف

موسم المعسكرات الرياضية السنوية: نادي الجهاد موزعاً خلف شاشات التلفاز، وفي أسواق العمل...!

عادة، وفي أواسط كل صيف، تبدأ مواعيد المعسكرات الرياضية المحددة للأندية السورية، وبهذا الصدد يصبح لكل ناد وجهته الخاصة وفق ما تحدده أجندات معدة سابقاً، ليس أخذاً بالضرورة، وإنما بميزانية كل ناد وحظوته، ولعل معظم أندية الدرجة الأولى السورية تشهد حالة من الوفرة الاقتصادية، بل والاستقرار في ميزانيتها، مما يؤهلها لقضاء أمتع وأفضل الأجواء لقضاء المعسكر الصيفي ـ السنوي المقرر لها والخروج منه بأفضل النتائج..!

طبعاً، الأندية تحظى برحلات لخارج القطر بهدف إعادة التأهيل ورفع المستوى والاستعداد للدوري والمسابقات الأخرى، وذلك من خلال مباريات خارجية مع فرق متطورة نسبياً، وهذا أول ما يعنيه أن هذه الأندية تحظى باهتمام عام من قبل المسؤولين القائمين على إدارتها في المحافظات التابعة لها.
ولو تمعنّا، وحاولنا إحصاء الأندية التي لم تعسكر خارج البلاد، لوجدناها نادرة، وبعضها ممن لم يعسكر خارجباً، استعاض عن ذلك باستدعائه فرقاً دولية بغرض الاستفادة من خبراتها، وهذا يكلفها ملايين من الليرات السورية، ومنها ـ في المقابل - من لم تخولها ميزانيتها ولا إداراتها الكرتونية ـ طبعاً ليس الإدارة ككل ـ لا لإقامة معسكر خارجي ولا لاستدعاء الفرق، ومنها نادي الجهاد الرياضي الذي خلق إنجازاتٍ رياضية في تاريخ الأندية السورية، رغم أن معظم لاعبيه يعانون أصلاً من فقر مدقع، يحول دون حضورهم حتى تدريباتهم،  قبيل وأثناء موسم الدوري السوري، فرواتبهم لا تسعفهم حتى  لسداد أجرة النقل، بين دورهم ومقر النادي «ملعب 7 نيسان» في وسط القامشلي تقريباً.
أجل، رغم كل هذه الظروف، ضحى اللاعبون، وتحدوا القدر، بكل ما أوتوا من قوة، لتقديم الأفضل دائماً، وصنعوا معجزات، تفوق معجزات المنتخب العراقي الحالي بفوزه بكأس آسيا الأخيرة.
لقد كان نادي الجهاد محترماً ومسبباً القلق كل الأندية السورية، وكان المنافس الشرس الذي تخشى مواجهته الكثير من الفرق، وكان مصدر فخر واعتزاز لعموم أبناء محافظة الحسكة.
هذا الفريق الذي طالما كانت طموحاته كبيرة،  يعجز الآن عن تسديد رواتب أعضائه وتحمل نفقاتهم، وهو مثقل بضغوط القرارات المجحفة الصادرة بحقه، فبالرغم من العفو، والسماح باللعب على أرضه، منذ سنة تقريباً  بعد أحداث القامشلي 12 آذار 2004ـ  إلا أنه مايزال بعيداً عن أرضه «بالمعنى الرياضي» وهو غير قادر حتى للالتحاق بالمباريات داخل سورية!!
إن مطالب جمهور هذا النادي تزداد وتتلخص في أن هذا الفريق يجب أن يحظى باهتمام الاتحاد الرياضي العام، الذي يجب أن يتبنى رؤى نزيهة تليق بالأخلاق الرياضية، وأن يكون حيادياً، ويعمل على تأمين معسكرات تدريبية خارج القطر، للنادي، أسوة بغيره من الأندية، وإعادة لمّ شمل أعضائه الذين شتتهم الفقر، فتوزعوا بين الأندية السورية، حتى أن بعضهم بات يعمل عتالاً في مؤسسات ومصانع القمح وما إلى هنالك من أعمال قاسية  وصعبة، ومنهم من لا يجد عملاً، مما يضطر لأن يمكث ليلاً نهاراً وراء شاشات التلفاز، ممارساً معسكراته على هذا الشكل، تخنقه دموع الحسرة وهو يتابع المباريات.
نأمل من الجهات المعنية بالرياضة في الحكومة السورية أن تنصف نادي الجهاد، وأن تتيح لأبناء المحافظة دعم ناديهم الذي يشكل بالنسبة لهم مع باقي أنديتهم مصدر فخر واعتزاز، وذلك بتطبيق قرار العفو، ودعم النادي.. إنه مطلب محق وعادل، وليس أمنية فحسب، فهل...؟!