أما آن الأوان بعد يا مديرية تربية حلب؟
من المعروف أن المعايير التي تعتمدها مديريات التربية، لتشييد الأبنية المدرسية والمنشآت التعليمية في كل محافظات القطر، هي التناسب الطردي بين عدد المدارس وعدد السكان، مع الأخذ بعين الاعتبار التوزع الجغرافي عند تشييدها.
ولكن ما ليس معروفا بأن قدر مدينتنا عفرين أو قدر أهلها وطلاب العلم فيها أن تكون معظم الأبنية المدرسية في المدينة مشوهة منذ ولادتها، مع أن هذه الولادة لا تتم إلا بالعمليات القيصرية، لأن أي قرار ببناء مدرسة في عفرين لا يصدر إلا قسراً، وبعد أخذ ورد يستغرقان شهوراً بل سنين طويلة.
وما غايتنا في هذه السطور إلا إلقاء بعض الضوء على هذه القضية، في زمن اختفت فيه الأضواء وكمَّت الأفواه، وعمي البصر عن رؤية ما يحدث، فكل مدراس مدينة عفرين تعاني من سوء التخطيط، والأنكى من ذلك سوء التنفيذ، فالمنطقة الواقعة شرق طريق «راجو» والمكتظة بالسكان، تحتاج إلى أكثر من مدرسة ابتدائية للتخفيف من معاناة أطفالنا الذين ولدوا والمعاناة كتوءمين سياميين يعيشان جنباً إلى جنب. وإهمال هذه المنطقة يدرج في خانة سوء التخطيط، أما الأمثلة عن سوء التنفيذ فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى، نذكر منها على سبيل المثال : مدرسة الاتحاد العربي التي حولت إلى مدرسة للأنشطة الطلائعية، والتي لم تُجدِ معها كل محاولات الترميم والتقويم، فهي مازالت تعاني حالة فقر دم، وتكاد تسقط من شدة الإعياء. أما مدرسة الأشرفية المحدثة فلا تزال تفتقد مياه الشرب، ورغم وجود أكثر من ألف طالب فيها.
أما وليدنا الجديد (ثانوية فيصل قدور) الذي خرج إلى الوجود مشوهاً، فليس بحال أحسن، فسقف الثانوية بدأ بتسريب المياه من أول زخة مطر أنعمت بها علينا السماء، حتى بدأت المياه تجري في ممرات الثانوية، فكيف ستكون الحال مع حلول الشتاء، أما السور فلقد ولد مختلاً، ونادراً ما يجدي مع المختل الدواء! أما الخدمات الأخرى فحدث ولا حرج، فهي تفتقد إلى أبسط الخدمات كالكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، هذا فضلاً عن أن هذه المدرسة لا ترتبط بالطريق العام سوى بفسحة ترابية، فكيف سيصل الطلبة والمعلمون إليها؟ إضافة إلى كل هذه المصائب وصل استخفاف متعهد بناء هذه المدرسة بحياتنا إلى درجة حفر بئر الماء بجانب المغاسل، في منطقة ذات تربة حمراء، والكل يعرف نفوذية التربة الحمراء!!
هناك أسئلة لابد لنا من طرحها عسى أن نجد مسؤولاً لديه موهبة القراءة وحب الإصغاء:
-من هم المستفيدون من اختيار موقع البناء …..؟
حيث أن الموقع يقع في طرف المدينة، ويوجد في تربة زراعية لا تصلح للبناء.
-كيف تم التسليم والاستلام دون الكشف عن المواصفات الفنية، أهو سوء تخطيط أم سوء تنفيذ، أم هو الفساد الذي عشش في عفرين؟!
-ما العبرة من عدم وجود مغاسل للكادر التعليمي داخل المبنى؟! وما العبرة من ضيق الدرج الذي لا يتناسب مع حجم المبنى؟!.
وفي الختام نقول :
إلى متى سنغض الطرف، ونغتال الكلمة والحرف، ونتعامى عن رؤية الخلل؟
هذا هو نداؤنا فهل من آذان صاغية لمثل هذا النداء .....