انهيار خزان في الغاب
انهار خزان مياه قرية جسر التوتة الواقعة في سهل الغاب على أربعة مفارق يوم الأحد الماضي 20/12/2009، ولحسن الحظ لم تقع ضحايا، بل اقتصر الأمر على خسائر مادية، ولكنها خسائر جسيمة.
فقد تسبب سقوط الخزان بتشقق وتصدع في المنازل المجاورة، وعلى بعض أعمدة كهرباء التوتر المتوسطة، وقد نجا سكان أحد المنازل بأعجوبة! وقد حضر إلى مكان وقوع الحادث عناصر من الشرطة ومعاون مدير مؤسسة المياه في حماة وعدد من المهندسين والفنيين ليتفقدوا الموقع، وتم تنظيم ضبط شكلي بالأمر. وقام معاون مدير مؤسسة المياه بتفقد أعمدة الخزان المنهارة فوجد أن كمية الأسمنت الأسود كانت قليلة جداً ، وأن قضبان الحديد المسلح التي حملت الخزان وغمست بالأسمنت كانت كلها من عيار8 مم إلى 10 مم فقط، واستغرب أحد المهندسين كيف بقي هذا الخزان صامداً مدة سبع سنوات، هي عمر الخزان، دون أن يسقط!! فقال له مختار القرية (عبد الفتاح) إن مديرية المياه لم تملأه بالمياه لعلمها مسبقاً أنه سوف ينهار، وإنما كانت تأتينا مياه الشرب بالإسالة من خزان قرية الحويز، وقد عمدت إلى تجربته أمام الناس فقط، فرد عليه معاون المدير: لو كان هذا الخزان يعمل لانهار منذ الأسبوع الأول لتدشينه.
غادرت الوفود ورجال الشرطة المكان ومازالت الطريق مقطوعة ويصعب المرور عليها نتيجة ركام الخزان المنهار على وسط الطريق.
الخزان كان يرتفع خمسة أدوار، أي أكثر من عشرين متراً، وكان يتسع لأكثر من مائة متر مكعب من المياه. أما الأهالي فيتساءلون مستغربين مصدومين، ويقولون طالما أن الذين شيدوا الخزان يعلمون أنه سوف ينهار، فلماذا لم يبلغونا؟ ولماذا لم تقم وحدة مياه الحويز بإزالته طالما انه معفي من الخدمة؟!
ويقولون أيضاً: لماذا لا يحاسَب المهندس المنفذ والمشرف والمراقب الفني لتسترهم على سرقة المتعهد لكميات الأسمنت المخصصة لبناء الخزان؟ هل أرواح المواطنين رخيصة إلى هذه الدرجة؟!
همس أحدهم في أذني قائلا: المتعهد اسمه (الحاج ص.ط) شقيق وزير سابق، وقد مات منذ زمن، ولم يستطيعوا محاسبته أو مساءلته وهو حي، فهل يحاسبونه في القبر؟!
يوجد عدد آخر من الخزانات في المنطقة لا تعمل، ومهددة بالسقوط مثل خزان (قرية الحاكورة وخزان قرية الشعير) وعلى الخط نفسه وللمتعهد ذاته، فهل يهتم المسؤولون بحياة الناس ويقومون بترميم ما سرقوه؟! وهل يجرؤ أحد على فتح ملفات التحقيق ومحاسبة الفاسدين؟! إن حياة بعض الأسر مهددة بخطر كبير فهل هناك من يضمن لهم الأمن والأمان؟!!!