رسالة اليرموك: هل تعرفون أبو يعرب؟
لا تعكس وهرة الاسم حال الرجل الذي اعتاد أن يلبس «قبوعة» مضحكة منذ أن نزح أهل اليرموك عن مخيمهم. أبو يعرب إنسان بسيط كان يملك محل بقالة أصغر من الصغير قبل الأحداث الأليمة. لكنه صار اليوم واحد من «المتطرفين» الذين يمكن أن ترى صورهم على التلفاز.
كل من يعرف أبا يعرب لا ريب أنه خاض حديثاً مضحكاً معه عن تطرفه، فلا يبدو الرجل في شكل من الأشكال متطرفاً، حتى أن روح الدعابة التي يحملها ليس لها نظير. يقاتل أبو يعرب اليوم مع واحد من التنظيمات التي لا نعرف كيف صعد نجمها في المخيم.
أما كيف قرر أبا يعرب أن يحمل السلاح فهي قصة أخرى. في إحدى «الطوشات» التي صارت في اليرموك، قتل ابنه الوحيد. يروي الناس عن تلك المرحلة أن أبو يعرب ترك زوجته تغادر المخيم والتحق بالقتال مع أول مجموعة أعطته سلاحاً. هجرته زوجته إلى إخوتها في السويد وبقي بعد ذلك في المخيم. أظن أنه لم يعد لديه مكان يذهب إليه.
في اليوم نفسه الذي أكتب فيه هذه الرسالة جلست مع أبي يعرب بالقرب من بقايا سوق الصاغة. تفاجأت عندما ذكر لي اسم ابنه الوحيد ماهر. سألته: من أين لك لقب أبو يعرب إذن؟ جاوبني وكأن الإجابة بديهية وأنا الغبي: «ما هيك كانوا يحطو عالتلفزيون؟ الناس المهمين المزوزقين اسمون أبو يعرب».. وسرنا بعد ذلك في حديث طويل، لم يترك فيها مسبة إلا وأطلقها على هذه الحرب «بنت الحرام» وعلى «ولاد الحرام يلي ظلمونا».
*ابن اليرموك