صعوبات تعترض «موسم حصاد الحسكة».. وتجار الدولار يستعدون لجني الأرباح
قحطان العبوش قحطان العبوش

صعوبات تعترض «موسم حصاد الحسكة».. وتجار الدولار يستعدون لجني الأرباح

بدأت الحصادات الخضراء الأسبوع الماضي أولى دوراتها في أراضي محافظة الحسكة الشاسعة معلنة انطلاق موسم الحصاد لمحصول الشعير على أن يبدأ حصاد القمح بعد نهاية الشهر الجاري، وسط صعوبات تكررت العام الماضي ويدفع ثمنها الفلاح من محصوله.

وتتوقع وزارة الزراعة أن يبلغ إنتاج العام الحالي في المحافظة من محصول الشعير نحو 430 ألف طن، فيما تبلغ توقعات إنتاج القمح نحو 715 ألف طن، بعد خروج مساحات كبيرة من الإنتاج بسبب عدم توفر الأسمدة الآزوتية والمحروقات في وقتها المناسب، وتوقف غالبية المحركات الزراعية التي تعتمد على الكهرباء، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي.‏

أزمة «الأكياس الفارغة»

ظهرت أزمة أكياس الخيش الفارغة مجدداً هذا العام في تكرار لمشهد العام الماضي. وتحتاج المحافظة بحسب الأرقام الرسمية لنحو 15 مليون كيس فارغ، وتشترط مراكز استلام المحصول أن يكون الكيس جديداً. وعلى أرض الواقع يوجد في مخزون فرع الحبوب في القامشلي نحو مليون كيس فارغ فقط على أن تصل كميات أخرى من اللاذقية وحمص خلال الأيام القادمة رغم أن موسم الحصاد بدأ في مناطق جنوب المحافظة.
في حين استبق تجار السوق السوداء موسم الحصاد بأشهر ووفروا مخزوناً كبيراً من الأكياس الفارغة، ويبلغ سعر الكيس حالياً 190 ليرة، لكنه سيشهد ارتفاعاً كبيراً ما لم تصل كميات إضافية خلال أيام لمراكز التسليم الحكومية.

الكيس الفارغ بـ 225 ليرة!

ورصدت «قاسيون» قبل نحو شهر عملية شراء في السوق السوداء بسعر 225 ليرة للكيس الفارغ، مع توقع المشتري بأن يصل سعر الكيس لأعلى من هذا الرقم مستنداً إلى تجربة العام الماضي التي ترافقت أيضاً مع سلسلة اجتماعات حكومية للمسؤولين عن الزراعة في المحافظة دون أن تحل المشكلة.
وفي ظل ظروف أمنية معقدة تشهدها البلاد ومخاطر كبيرة في نقل الأكياس الفارغة عبر الطرق بين المحافظات، فإن من المتوقع أن لا تصل الحاجة الفعلية للمحافظة، ما قد يرفع أسعار السوق السوداء لأكثر من 250 ليرة الذي سجل في موسم العام الماضي ودفعه الفلاح من جيبه.

تكاليف باهظة لنقل المحصول

حددت الجهات الرسمية المسؤولة عن الزراعة ستة مراكز لاستلام الحبوب في المحافظة من أصل 36 مركزاً، وهي (صوامع القامشلي- صوامع الحسكة- الميلبية- ملا سباط- الثروة- جرمز)، ما يزيد من تكاليف نقل المحصول في محافظة مترامية الأطراف.
وسيواجه الفلاح هذا العام كما هو الحال العام الماضي الفروق بين الأسعار الرسمية المعتمدة وبين أسعار أصحاب سيارات النقل الكبيرة الذين يستندون لأسعار المحروقات المرتفعة والمخاطر الأمنية التي يتعرضون لها في بعض الأرياف الخارجة عن سيطرة الدولة.

تجار الدولار يستعدون للمحصول

يتوقع كثير من المراقبين لسوق الصرافة في المدينة أن يشهد سعر الصرف ارتفاعاً جنونياً مع بدء موسم الحصاد، ويتم الضخ الإعلامي في هذا المجال بشكل كبير لدفع الفلاحين لشراء الدولار بكامل قيمة محاصيلهم التي سيستلمونها من المصارف، وهو فخ وقع فيه الفلاح العام الماضي عندما وصل سعر الصرف لأكثر من 300 ليرة، ونجح تجار العملة في جني المحصول بدلاً من الفلاح وهبطت أسعار الدولار إلى النصف خلال أيام.

ضرورة التسويات والتهدئة

سيقود أي تصعيد عسكري مفاجئ خلال هذه الأيام لكارثة تهدد البلاد ككل إذا ما أثرت على عمليات الحصاد. ويتوجب وبشكل أساسي لنجاح الموسم تأمين وضع أمني هادئ من خلال وقف أي عمليات عسكرية غير مبررة، واللجوء نحو التسويات على غرار ما شهدته أرياف دمشق وبعض المناطق السورية، خاصة وأن غالبية مناطق المحافظة خاضعة لسيطرة الدولة، باستثناء بعض البلدات الريفية النائية التي تشرف على مساحات مزروعة كبيرة.