أهالي يبرود مرة أخرى: أزيلوا المخالفات وامنعوا الاعتداء على المخطط التنظيمي
تجدد نداء أهالي يبرود وطالبوا«قاسيون» بزيارتهم مرة ثانية للقيام بجولة للإطلاع على مخالفات أخرى، وكان ما رأيناه هذه المرة يثير العجب والاستغراب، فهل هذه البلدة منفصلة عن كل القوانين والأنظمة، ولا يدري أحد بما فيها من مخالفات وتجاوزات؟! فكيف إذاً لم يتم فتح الملفات والتحقيق والمحاسبة حتى الآن؟!
رافقنا في جولتنا بضعة من أهالي البلدة، وعلى طريق اسكفتا ـ قرينة وعلى يمين الطريق هناك منطقة تم تحديدها على المخطط التنظيمي على أنها المنطقة الخضراء، ورغم منع التراخيص للبناء فيها شاهدنا الكثير من البيوت المشادة في المنطقة دون ترخيص.
أكد بعض الأهالي أكثر من مرة أنه تتم اتفاقات في السر تتنازل البلدية فيها عن شروط استقامة الشوارع وعروضها المحددة في المخطط التنظيمي، حيث هناك الكثير من الأبنية تتجاوز على الشوارع، وتسكت البلدية بعد أن تقبض المعلوم، أي أنه يتم استخدام التعبير الشائع: «البلدية تبيع حتى الشوارع».
فمثلاً البناء المجاور من جهة الغرب للعقار /217/ من المنطقة العقارية يبرود 11/7 متجاوز على الطريق بعد أن أكل من عرض الوجيبة الأمامية مقدار مترين، وأنقص عرضها من 5 إلى 3 أمتار، وظهر البناء متقدماً عن صف الأبنية المجاور له، ولتوسيع الوجيبة اعتدى بالسور الخارجي على حرم الطريق.
وهناك بناء أخر على مدخل شارع الكورنيش بعد الفرن الآلي جانب مغسل الزين، أكل من الشارع وجيبة ومدخلاً للبناء، ما أثر بشكل سيئ على استقامة الشارع وجماليته. وكذلك العقارين 281 و284 من م.ع يبرود 11/7 متجاوزين على الشارع بمقدار مترين، وقل عرض الشارع من 10 أمتار إلى 8 أمتار، وأكد لنا بعض المواطنين أنه تم دفع 200 ألف ليرة سورية، فسمحت لهم البلدية بهذا التجاوز.
كانت الدهشة الحقيقية للتجاوز الجائر في العقار الملاصق لمعهد الكمان والمقابل للعقار 295 م.ع يبرود 11/14، حيث شاهدنا عقاراً محفوراً استعداداً للبدء بالبناء انطلاقاً من القبو، وهذه الحفرة أكلت من الطريق حوالي ستة أمتار، حيث كان عرض الطريق من الأعلى 12 متراً، يضيق بمحاذاة الحفرة ليصبح فقط ستة أمتار، وهناك انكشفت تمديدات الماء والصرف الصحي التي تتوسط هذا الطريق، وظهرت في حفرة القبو للعقار المذكور ورأينا ماء الصرف الصحي يسيل منها داخل الحفرة، وأنابيب مياه الشرب مفصولة، وأكد لنا أهالي الحي أنهم محرومون من مياه الشرب منذ أكثر من شهر.
مخالفات بالجملة
ـ بناءان طابقيان لموظف كبير في البلدية خارج المخطط التنظيمي تمت إشادتهما على رخصة بناء زريبة (إسطبل) للحيوانات غرفة واحدة.
ـ تم توقيف صب الكثير من المخالفات، ليعود العمل ويستأنف بعد نصف ساعة، وأكد الكثيرون أن شرطة البلدية تقبض ثم تغض الطرف.
ـ أحد العقارات دفع على التقطيع الداخلي كل يوم 2000 ل.س لشرطة البلدية التي داومت هناك حتى الانتهاء من أعمال البناء.
ـ تمديد خدمات الصرف الصحي على حساب المواطنين، مروراً بأراضيهم الخاصة، بعد أن منعتهم إحدى قريبات رئيس البلدية من حفر الطريق لتنفيذ المشروع.
ـ العقار 344 م.ع يبرود 11/8 مختوم بالشمع الأحمر نتيجة شكوى خطية مسجلة في البلدية، ولكن سُمِح للشاغلين بفتح مدخل جانبي واستعمال المخالفة.
حتى الآثار لم تسلم من التخريب
يوجد في يبرود أثار كثيرة وهامة، ومغارات وكهوف محفورة بالصخور كانت تستجلب السياح والمصطافين، وتُعتبَر للبلدة وأهلها مورداً اقتصادياً هاماً، ولكن هذه الآثار تم إغلاقها بالحديد لمنع الناس من الاقتراب، وأكد لنا الحاضرون أن المتنفذين في البلدة يبحثون عن الآثار والكنوز ولا يريدون «رِجْلاً غريبة» تكشف مخططاتهم، وهذا ما منع السياح والزائرين من القدوم إلى يبرود منذ عشر سنوات على الأقل، ومنع عنها وعن أهلها مورداً سياحياً واقتصادياً يحاولون من خلاله تحسين وضعهم المعيشي إلى حد ما.
النعيم المحرم على أهله
يبرود ذات طبيعة جبلية جميلة جداً، وفيها من الخضرة والمياه والمناظر الخلابة الكثير، وفيها نسبة كبيرة من المتعلمين والمثقفين والدارسين في الجامعات داخل الوطن وخارجه، وهناك الكثير من الشهادات الجامعية العالية والاختصاصات المتميزة، ولكن للأسف، رغم كل هذه الخيرات والميزات سمعنا عبارة تُصعق لها الجبال، فإن أبناء يبرود يخجلون من جلب الغريب إلى بلدهم ويقولون «هل نفضح أنفسنا بالفساد والتخريب؟!»
هذا هو حال مدينة يبرود اليوم، مصطاف الملوك والأباطرة عبر التاريخ، وهذا غيض من فيض من شكاوى أهالي يبرود المتكررة، فهل هناك من يسمع شكاواهم؟! هل هناك من يهتم؟! إذا وصلت هذه الشكاوى إلى من يسمع ويهتم فلتفتح الملفات ولتجر التحقيقات، وليتم العمل على إعادة الأمور إلى نصابها القانوني والنظامي، وفي هذا حفظ لكرامة الوطن والمواطن.