الشوارع الأوروبية والأميركية ملكية فلسطينية وإسرائيل تخسر «معركة القلوب»
قبل اسابيع قليلة, أبان بحث جيش الأحتلال الأسرائيلي عن مستوطنية الثلاثة المأسورين في الخليل, أطلقت ماكينة الدعاية الرسمية الأسرائيلية عبر وسائل الأعلام المؤيدة لها عالميا, وعبر اعلانات مدفوعة على وسائل الأتصال الأجتماعي, حملة تحت اسم “اعيدوا لنا فتياننا”.
محصلتها كانت عدة تظاهرات في مدن التواجد الكثيف لليهود في الولايات المتحدة لم تستجلب اكبرها في مدينة شيكاغو اكثر من ثلاثمائة نفر معظمهم من طلاب المدارس الدينية اليهودية ممن حضروا بحافلات مدارسهم وهذا رغم الدعاية الأعلامية المكثفة, ورعاية التظاهرة من عمدة شيكاغو الأسرائيلي-الأميركي رحبعام ايمانيويل وحاكم الولاية الذين ارسلا مندوبين عنهما.
اما الحملة على وسائل الأتصال الأجتماعي فلم تحصل على اكثر من عشرة الاف “لايك”, فيما اختطف الناشطون الفلسطينيون ال “هاش تاغ” المخصص للحملة, واغرقوه بصور الأطفال الشهداء والأسرى في فلسطين, وتحولت الحملة للمطالبة بتحرير نحو ٢٣٠ طفلا مختطفا في السجون الأسرائيلية.
على الجانب الأخر, ومنذ بداية العدوان الأسرائيلي خرجت في المدن الأميركية-والأوروبية مئات التظاهرات المؤيدة لفلسطين المتوسط الحسابي للصغيرات منها لا يقل عن الألف متظاهر من ابناء الجالية الفلسطينية المغتربة والمتضامنين معهم المتضاعف عددهم بتناسب طردي مع تصاعد الجرائم الأسرائيلية بحق المدنيين العزل في فلسطين.
وأن كان شلال الدم الفلسطيني المسفوح يوميا هو الحافز الأكبر لخروج المتضامين في الغرب مع فلسطين, الأ ان كثافة هذه التظاهرات وشمولها للمدن الأوروبية-والأميركية الرئيسية كافة يكشف ان اسرائيل خسرت ما يسمى بمعركة كسب القلوب او الرأي العام العالمي الذي ينفض بتسارع من حول دولة امتهنت الأبتزاز السياسي والعاطفي المستند لأسطورة “الهلوكوست” لتبرير جرائمها بحق أطفال ونساء شعب أعزل.
من قرأ الخارطة الجغرافية للتظاهرات يدرك ان الشارع العالمي بات ملكية فلسطينية دفٌع ثمنها بالدم الذي تواصل اسرائيل استباحته وهي ملكية تكاد تتحول الى تمليك رسمي موثق “طابو” ان واصلت اسرائيل نهج القتل المدعوم بالقوة العسكرية في مواجهة قوة الحق الفلسطيني الأعزل.
ومن قرأ التاريخ يدرك ان التغيير يبدء دائما من الشارع وهو الشارع الذي بات لمؤيدي فلسطين اليد الأعلى به لدرجة ان بعض المدن كلندن, شيكاغو, نيويورك, لوس انجلوس وباريس باتت تشهد تظاهرات يومية في مناطق متفرقة منها بل ووصل الأمر في مدينتي شيكاغو وعمدتها اسرائيلي ووالده ارهابي سابق من جماعة “الهاغانا” حد اغلاق شوارع رئيسية حول القنصلية الأسرائيلية ثلاث مرات ولعدة ساعات في كل تظاهرة احتجاجا على الدعم الأميركي العسكري والسياسي لأسرائيل.
الشارع العالمي بات ملكية فلسطينية لدرجة ان اسرائيل اعترفت ضمنيا بهزيمتها فيه منذ نحو عام عندما لجأت هنا في الولايات المتحدة الى المستويات التشريعية لسن تشريعات اٌسقطت في ولايات نيويورك, ميريلاند والينوي تجرم وتعاقب مقاطعيها بعد ان خسرت معاركها الواحدة تلو الأخرى في الصروح والمنظمات الأكاديمية, الكنائس, المتاجر والشركات.
خمسة افرع من اصل تسعة تابعة لجامعة كاليفورنيا الحكومية تقاطع إسرائيل ومثل ذلك في عدة ولايات اخرى…عدة شركات منها “هيوليت باكارد” و “ايفنت” تتعامل مع جيش الأحتلال قالت انها بصدد التأكد من ان استخدام ما تورده ضمن المعايير الدولية ….شركات اخرى اهمها “G4S” قالت انها لن تجدد عقدها مع اسرائيل بعد انتهائه… واخرى تملصت من العلاقة مع دولة الكيان كشركة “كتربلر” التي قالت انها تبيع معداتها للجيش الأميركي الذي يقدمها لأسرائيل, وثالثة كمؤسسة بيل غيتس سحبت استثماراتها من شركات تتعامل مع الأحتلال…والقائمة تطول…
المصدر: رأي اليوم