جسر القرم: انتصار جيوسياسي
تم في 15 أيار افتتاح جسر القرم الذي طال انتظاره. وقد قاد الرئيس بوتين شخصياً موكب النقل، جالساً خلف مقود إحدى الشاحنات. كما شكر كل الذين شاركوا في هذا العمل وخاصة العمال. ومن المخطط فتح حركة مرور الشاحنات الثقيلة في خريف هذا العام، وستنطلق أولى القطارات إلى شبه جزيرة القرم في عام 2019.
لا يمكن لوسائل الإعلام الغربية تجاهل مثل هذا الحدث، فكتبت جريدة "تلغراف" البريطانية مقالات حول استعادة القرم وكذلك الدعم الكامل لسكان روسيا للسياسة التي يتبعها الرئيس بوتين: "الرئيس الذي تجاوزت نسبة تأييده 80 بالمئة، أشرف على استعادة شبه جزيرة القرم شخصياً، وقد يقدم الجسر بعض الراحة لسكان شبه الجزيرة، الذين أيدوا الضم إلى حد كبير، ولكنهم عانوا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع بعد توقف عمليات التسليم من أوكرانيا".وفي نفس الوقت، اضطر صاحب المقال أيضاً إلى الاعتراف بجسر القرم باعتباره انتصاراً جيوسياسياً لروسيا، وإنجاز كبير للفكر الهندسي:"لم يكن هذا الجسر انتصاراً جيوسياسياً فحسب، ولكنه أيضاً إنجاز هندسي. فيرتكز الجسر على ركائز تصل لعمق 350 قدماً ويمتد فوق أربعة أميال من المياه. وعمل 15 ألف عامل في هذا المشروع لمدة 27 شهراً".وكتبت جريدة "فوغليو" الإيطالية عن افتتاح جسر القرم:" إن هذا الممر الديناميكي والأنيق من الخرسانة والسكك الحديدية، هو نصب تذكاري لتاريخ متوهج لا يمكن للمجتمع الدولي أن يوقفه".أما بالنسبة لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن إتمام بناء هذا الجسر ورحلة بوتين عليه من البر الرئيسي إلى شبه الجزيرة سبب لهم القلق الشديد. لذلك قال الصحفي "ماثيو تشانس" مراسل سي إن إن على الهواء من حفل الافتتاح:"هذه علامة سيئة للغاية، هذا يدل على التوسع الروسي من جديد، وهو أمر مثير للقلق خاصة لسكان أوروبا الشرقية".ومع ذلك، الأهم من هذا كله أن افتتاح جسر القرم كان مصدراً للصدمة بالنسبة لكييف. فكتب رئيس البلاد "بترو بوروشنكو" على صفحته على فيس بوك: "الجسر سيكون ضرورياً للغزاة عندما يغادرون شبه جزيرة القرم قريباً".
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني