الابتكار سيجعل مستقبل الصناعة الصينية أجمل
منعت وزارة التجارة الأمريكية يوم الاثنين 16 نيسان الجاري، الشركات الأمريكية من بيع المكونات الإلكترونية إلى شركة زد تي إي لصناعة معدات الاتصالات الصينية. وقد أثار هذا القرار مناقشات عميقة، ركزت على حاجة الصين الملحة لدعم تطوير تكنولوجياتها الأساسية في صناعة الاتصالات.
شهدت صناعة الاتصالات في الصين نموا سريعا مع تزايد نسبة الإنتاج الذاتي للرقائق. مع ذلك، مازال أمام الصين طريقا طويلا لتقطعه في مجال التكنولوجيا العالية، مثل تكنولوجيا الإتصالات العسكرية والرقائق المحلية، قبل اللحاق بنظيراتها الأجنبية من حيث الاستقرار والموثوقية.
وتظهر البيانات أن الصين قد أنفقت 230 مليار دولار على واردات الرقائق الإلكترونية في عام 2016، أي ما يقرب من ضعف الأموال المستخدمة في إستيراد النفط الخام. وهوما نبّه الصناعة الصينية إلى نقطة الضعف الكامنة في التكنولوجيات الأساسية، وأن التنازل للآخرين في هذه الصناعة يمثل التهديد الخفي الأكثر خطورة بالنسبة للصناعة الصينية.
أمام هذه الفجوة، بدلاً من فقدان الثقة في تطوير صناعة التقنية العالية الصينية، يجب أن نكون أكثر تحمّسا، ونعمل جاهدين لإتقان التقنيات الأساسية من خلال الاعتماد على القدرات الذاتية. في هذا الصدد، يقول أحد المستثمرين أنه "من المتوقع أن تقوم الصين من الآن فصاعدا بزيادة جهودها في تطوير صناعة الرقائق بغض النظر عن التكاليف، والعمل على تهيئة الفرصة التاريخية للصناعة بأكملها".
إن الحكومة مطالبة بتعزيز نظامًا وبيئة أكثر صداقة للتنمية المدفوعة بالابتكار، مثل خلق المزيد من الفرص للبحث العلمي والتغلب على المشكلات التي تواجهها صناعة الرقائق الإلكترونية الصينية.
نجحت الصين في تطوير صناعة عالية التقنية من الصفر، لذلك يجب أن تتحلى بالثقة الكافية على تخطي عنق الزجاجة في صناعة التكنولوجيا الأساسية في المستقبل.
الصين، كدولة كبيرة، لديها مساحة واسعة للعمل في نظام التجارة الدولية. وهي قادرة على الوقوف جنبا إلى جنب مع أباطرة الاتصالات العالمية، كما أن دورها الريادي في عصر 5G لن يكون بأي حال نتيجة لعزل الذات.
إن العزلة الذاتية لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود، في حين سيجعل التعاون الطريق أكثر سهولة. وقد أدى الحظر الأمريكي على الصادرات إلى تراجع أسهم الموردين الأمريكيين التابعين لشركة "زد تي إي" بشكل حاد. وكنتيجة للعزلة الذاتية، تعرضت الشركات الأمريكية ذات الصلة إلى خسائر فادحة.
ستواصل الصين المضي قدما في سياسة الإصلاح والانفتاح. ومن خلال الاستفادة من الموارد التكنولوجية على الصعيدين المحلي والدولي، ستحقق الصين الابتكار المستقل في الوقت الذي تفيد فيه العالم.
ويقول الرئيس الصيني شي جين بينغ: " علينا أن لا نزين غدنا دائما بأمس الآخرين، علينا أن نتقن تقنياتنا الخاصة للتنافس مع الدول الأخرى وكذلك لحماية أمننا القومي".
مايجب أن ندركه في هذا الجانب، هو أن المال لن يشتري لنا التكنولوجيا الأساسية. لذا فإن الخطوة التالية للإقتصاد الصيني هي السعي إلى تحقيق تنمية عالية الجودة وتحقيق الابتكار المستقل للتكنولوجيات الأساسية. لا شك أن الطريق طويل، لكن الهدف قابل للتحقيق، طالما كانت الجهود دؤوبة.
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني