أزمة الحريري نتيجة طبيعية للنظام الطائفي المذهبي اللبناني
هذا النظام اللبناني هو صيغة طائفية مذهبية لا تنتج سوى ازمات وحروب دون أفق، وازمة سعد الحريري ليست سوى ازمة هذا النظام الطائفي المأزوم والتابع مذهبيا لمحاور مما يجعل لبنان بلد هش ومشرع لتحكم الدول فيه كحلقة اضعف واستخدامه في الصراعات والتجاذبات الاقليمية والدولية واستهداف امنه ومقاومته وشعبه. هذه الازمات تأكد على ضرورة قيام دولة قوية وقادرة ومقاومة ومحصنة بمواطنيها خارج القيد الطائفي والمذهبي.
هذا الكلام ليس كلاماً كلاسيكياً وشعارات انه لب الموضوع وصميم الازمة، وهو عملية استنهاض ولغة الصواب في انتاج مفهوم الدولة والمجتمع وعدم الاستمرار كتجمعات بشرية دون حقوق وواجبات، دون دولة ومؤسسات تضمن حق المواطن، لان كل انواع التعايش والعيش المشترك هو تكاذب سياسي واجتماعي متبادل وحالة مساكنة لا تنتج سوى اولاد غير شرعيين… هذه الصيغة الفريدة هي صيغة ملتبسة بحاجة الى جرعات من المواطنة والوطنية والمدنية لانه يشوبها نقص بالمناعة وينتشر في جسدها فيروش القبلية والمذهبية والطائفية كورم سرطاني وكمرض مزمن… لبنان المشرع على رياح الغرب والشرق ومزاجية الدول وتخلف العقل الصحراوي لا يتحمل تبعات هذه السياسات، انها ازمة وطن بامتيار وازمة مواطن وازمة نظام وازمة حكم وازمة دولة وازمة سيادة.
ازمة حزب الله ” كمقاومة” سببه هذا النظام الطائفي وهذه المساكنة وعجز هذه الدولة وهذه المؤسسات الهشة والفاسدة، وحماية هذه المقاومة لا يكون الا بخروجها من العباءة الدينية الى امتدادها الوطني لانها حاجة وطنية بأمتياز للحفاظ على انجازاتها العظيمة وتراكم قوتها وفعاليتها على ان لا تقتصر على فئة ومكون معين لتصبح ثقافة وطنية بكل اشكالها الثقافية والعسكرية وبكل مفاهيمها، لا يحدث ذلك في نظام ودولة وسلطة لا تنتج سوى زعاماتها الاقطاعية والطائفية والمفاسدين والمنصاعين والتبعيين.
غير ذلك : سيبقى لبنان الرسمي لا يشبه لبنان الوطن / سيبقى بلد مفصوم بمعايير مزدوجة / مع وضد السعودية / مع وضد ايران/ مع وضد المقاومة / مع وضد / سوريا / مع وضد امريكا/ بين ثقافة لبنان أولا والاقتصاد اولا والحياة اولا/ والكرامة اولا / والسيادة اولا / والمقاومة أولا.
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني