في ذكرى أكتوبر المئوية... نحو ثورة عالمية أوسع!
اندلعت الثورة الروسيّة عام 1917، في الذكرى الخمسين لنشر كتاب «رأس المال» لكارل ماركس، الذي تصوّر بدايةً انطلاق ثورة اشتراكية تعتمد على الطبقة العاملة في بلدان أوربا الغربية الرأسماليّة المتقدمة، لكنّه عاد وعدّل مقدمة البيان الشيوعي الصادرة عام 1882، أي: قبل عام واحد من وفاته، لافتاً إلى احتمال قيام ثورة في روسيا، كإشارة للثورة البروليتاريّة في الغرب.
فيما يلي تقدم قاسيون جزءاً من المقال المنشور في مجلة ««Monthly Review والتي يوّضح فيها الكاتب بأن الرأسمالية قد استنفذت نفسها اليوم، فهي تحفر قبرها بيدها، وتهيء الظروف نحو٢ تغيير ثوري عالمي أكثر توسعاً، وذلك بغض النظر عن قراءة الكاتب ومقارباته للتطور التاريخي في التجربة السوفييتية.
تعريب وإعداد: عروة درويش
واجهت روسيا السوفييتية المعزولة تماماً، ثورة مضادة واسعة النطاق، مع وقوف كامل القوى الإمبرياليّة الكبرى إلى جانب قوّات «الروس البيض» أثناء الحرب الأهلية. إنّ الإمبرياليّة، لا بمعناها العام الذي يشمل التاريخ الاستعماري، بل بالمعنى الذي استخدمه لينين للتعبير عن ارتباطها بمرحلة احتكار الرأسماليّة، هي التي شكّلت الصفة المميزة لرأسماليّة القرن العشرين، والتي حددت خلاله شروط الثورة والثورة المضادة.
الثورة والثورة المضادة
تمّ في نهاية القرن التاسع عشر استبدال الصراع على المستعمرات - وهو المحدد للكثير من الصراعات الأوربية منذ القرن السابع عشر- بنوع جديد من الصراع: إنّه المنافسة بين الدولة_ الأمّة ضدّ الشركات، وليس ذلك في سبيل المناطق الإمبراطوريّة، بل في سبيل هيمنة عالميّة ضمن نظام عالمي إمبريالي مترابط بشكل متزايد. منذ ذلك الوقت، باتت الثورة والثورة المضادة مترابطتين على مستوى النظام ككل.
لقد كانت الموجات الثورية جميعها والتي تركّزت في الأطراف، حيث الاستغلال على أشدّه بعد تكثيف القوى الكبرى له من أجل استخراج الفائض، هي ثورات ضدّ الإمبرياليّة ذاتها. وقد تمّ التصدي لها عبر الثورات الإمبرياليّة المضادة التي نظمتها الدول الرأسماليّة الرئيسة. ويكمن التعقيد هنا في أنّ قطّاعاً ذا امتيازات ينتمي إلى الطبقة العاملة في الدول المتقدمة، قد استفاد بشكل غير مباشر من استنزاف الفائض من الأطراف، ممّا أدّى إلى نشوء «الأرستقراطيّة العماليّة»، وهي الظاهرة التي أشار إليها فريدريك أنجلز أول الأمر، ثمّ صاغها لينين نظرياً في كتابه «الإمبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة».
بؤس الرأسمالية
ومع ذلك، وفي عام 1967، أي: بعد مرور نصف قرن على قيام ثورة أكتوبر ومرور مائة عام على كتاب رأس المال، لم يكن أمراً منافياً للعقل أن نفترض، في غمرة حرب فيتنام والثورة الثقافيّة في الصين، إنّ الثورة العالمية سيكون لها اليد الطولى بشكل تدريجي. وبأنّ الثورات التي وقعت، ليس في روسيا فحسب، بل أيضاً في الصين وكوبا وأماكن أخرى، كانت لا رجعة فيها. لقد أثبت القرن العشرون بالفعل بأنّه الأكثر دمويّة في التاريخ البشري، إلّا أنّه شكّل فترة من التقدم الهائل في تحرر الإنسان. بدا بأنّه حتّى لو تجمّعت قوى الثورة المضادة مع بعضها، فإنّ انتصارها كان بعيد الحدوث حتّى على المدى القصير. فكما أعلن هيربرت ماركوس في افتتاح كتابه لعام 1972: «الثورة المضادة والثورة»:
«لقد وصل العالم الغربي إلى مرحلة جديدة من التطوّر: يتطلّب الدفاع عن النظام الرأسمالي الآن تنظيم ثورة مضادة في الداخل وفي الخارج. وفي تجلياته المتطرفة، يمارس الرعب الذي كان يقوم به النظام النازي. يتمّ إطلاق العنان للمذابح في الهند الصينيّة وإندونيسيا والكونغو ونيجيريا وباكستان والسودان ضدّ كلّ من يمكن تسميته «شيوعيّاً» أو من يثور ضدّ الحكومات التابعة للدول الإمبرياليّة. لقد أصبح التعذيب أداة طبيعيّة «للاستجواب» حول العالم. ينتعش بؤس الحروب الدينيّة في ذروة الحضارة الغربيّة، ويساعد التدفق المستمر للأسلحة من البلدان الغنيّة إلى الفقراء في إدامة قمع التحرر الوطني والاجتماعي... إنّ الثورة المضادّة هي وقائية في الغالب، وهي وقائيّة بالكامل في العالم الغربي... تعيد الرأسماليّة تنظيم نفسها لمقارعة تهديد الثورة التي ستكون الأكثر جذريّة في تاريخ الثورات. ستكون أول ثورة عالميّة تاريخيّة حقيقية».
تغيير محتوم
تغيّرت الظروف اليوم بعد مائة عام على قيام الثورة الروسيّة، ومرور قرن ونصف على صدور كتاب رأس المال. تبدو الأمور وكأنّ الساعة قد عادت إلى الوراء، وبأنّ قوى الثورة المضادّة العالمية هي التي انتصرت. لقد تمّت هزيمة الحركات التحررية جميعها التي بدا بأنّها تكتسح الميادين في الستينيات، وخاصّة في الأطراف.
في أيّة حال، إنّ التناقضات الماديّة للتطور الرأسمالي، وخاصّة بشأن الوضع البيئي الطارئ للكوكب، هي أكثر خطورة من أيّ وقت مضى في كثير من الأوجه. منذ إزاحة الستار عن الأزمة الماليّة الكبرى بين 2007 و2009، بات واضحاً تماماً بأنّ المرحلة الحاليّة من احتكار التمويل العالمي لرأس المال، مع المستويات غير المسبوقة من اللامساواة، والركود وعدم الاستقرار، والعدوانيّة التي تدمّر الحضارة، وتدمّر البيئة، والأشكال الجديدة من ردّ الفعل الاقتصادي_ الاجتماعي، تهدد ليس هذا الجيل وحسب، بل الأجيال التالية ونجاة الإنسانيّة. وكما استنتج، إريك هوبسبوم، في تأريخه للقرن العشرين: «يمكننا أن نقول بأنّ ثمن الفشل، أو البديل لتغيير المجتمع، هو الظلام».
الثورة مستقبل البشر
كانت الثورات في القرن العشرين بأكثرها نتاجاً لمقاومة الإمبريالية، على شكل صراع طبقي. لقد اندلعت هذه الثورات، كما لاحظ لينين، بشكل كبير في «المفاصل الضعيفة» من النظام العالمي الإمبريالي. وكانت تقابلها بشكل حتمي، ثورات مضادّة نظمتها القوى العظمى في النواة الرأسماليّة. لقد كان من المرجح النظر إلى أصغر الانتفاضات بوصفها تهديداً للحكم الرأسمالي العالمي، وتمّ قمعها عادة بقوّة وحشية، كما حصل في غزو رونالد ريغان الساحق عام 1983 للجزيرة الصغيرة غرينادا، أو الحرب السريّة ضدّ «الجبهة الساندينية للتحرير الوطني» في نيكاراغوا.
وتلقي الإيديولوجيا المهيمنة بشكل دائم باللوم على الثورات نفسها بما يخصّ التكلفة البشرية الهائلة للحروب ضدها، وذلك بدلاً من إلقاء اللوم على الثورات الإمبريالية المضادة التي تُمسح بسرعة من الذاكرة التاريخية.
لقد تمّ في عام 1970 دعوة هاري ماغدوف وبول سويزي، محرري صحيفة «Monthly Review» اليساريّة إلى حفل تنصيب الرئيس التشيلي، سلفادور أليندي، الذي تمّ انتخابه بشكل ديمقراطي على رأس حكومة «الوحدة الشعبية»، وهو الذي وعد بتطبيق الاشتراكية في تشيلي، بدءاً من تأميم أصول الشركات الأمريكيّة في الصناعات الكبرى في البلاد. كان ماغدوف وسويزي أصدقاءً قدامى لأليندي، وركزت تحليلاتهما في وقت التنصيب على الخطر الناجم عن العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة والجيش التشيلي، مشيرين إلى احتمال قيام انقلاب عسكري تموّله واشنطن وتضطلع به وحدات «الحرس البريتوري» التشيلي. لقد حذّرا من أنّ الإمبرياليّة لا تحترم أيّة قواعد قانونيّة عندما يكون هنالك تحدّ للنظام القائم. وحدث في الواقع أن قام الجنرال أغوستو بينوتشيه بانقلاب هندسته الولايات المتحدة بعد ثلاثة أعوام، حاصداً حياة أليندي وآلاف الآخرين.
هيمنة زائلة
كما صاغ بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر، الأمر، في كتابه «لوحة الشطرنج الكبرى» عام 1997: «الولايات المتحدة... تتمتّع الآن بأولويّة دولية مع نشرها لقواتها بشكل مباشر على الأطراف الثلاثة للقارة الأوراسيّة»_ وهي أوروبا الغربية وأجزاء من أوروبا الشرقيّة ووسط آسيا والشرق الأوسط وشرقي آسيا والمحيط الهادئ_ لقد قال: أنّ الهدف هو خلق «هيمنة من نوع جديد» أو «تفوّق عالمي» إلى أجل غير مسمّى، يرسخ الولايات المتحدة «كأوّل وأوحد قوّة عالمية حقيقيّة». لقد كان النظام العالمي الذي تمّ تصوره آنذاك، هو حيث تكون الولايات المتحدة هي القوّة التي تشكّل القطب الواحد، يدعمها في ذلك تفوقها النووي.
لقد أصبح تغيير الأنظمة في الدول متوسطة المستوى التي تعتبر ذات أهمية جيوسياسيّة وتقع خارج إمبراطوريّة الولايات المتحدة أمراً ضرورياً، ويشمل ذلك الدول التي تسامحت معها أثناء الحرب الباردة. لم يكن الهدف هنا هو خلق ديمقراطيات مستقرة، وهو الهدف الذي لم يعتبر قابلاً للحياة قط في مناطق استراتيجيّة رئيسة مثل: الشرق الأوسط، بل كان الهدف هو تدمير «الدول المارقة» والكتل السياسيّة غير المندمجة. خاصّة تلك الواقعة على الأطراف، والتي يمكن أن تهدد أمن أو تعرقل توسّع إمبراطوريّة الولايات المتحدة. وأكبر مثال على تلك الاستراتيجيّة الكبرى التدميرية اليوم هو: ظهور «داعش».
الاتحاد السوفييتي ملهم
يعيد هذا كله تأكيد الحقيقة التاريخيّة: أنّه لن يكون هنالك ثورة اشتراكيّة، بغض النظر عن تاريخ اشتعالها، لن تُجبر على مواجهة ثورة مضادّة. في الواقع، يجب أثناء الحكم على الثورة، والثورة المضادة، خلال القرن الماضي، أن يكون هنالك تأكيد خاص على شدّة وخبث الثورة المضادّة. لا يمكن رؤية الأخطاء التي يتعرض لها الثوريون إلّا في سياق هذه الجدليّة التاريخيّة الأوسع نطاقاً.
بدءاً من كتب التاريخ المدرسية، ووصولاً إلى وسائل الإعلام السائد، تعرض الإيديولوجيا المهيمنة في الغرب اليوم الثورة الروسية عام 1917 على أنّها فشل ذريع من بدايتها إلى نهايتها. لقد قيل لنا: أنّ الاتحاد السوفييتي انهار تحت وطأة أوجه القصور الداخلية الخاصة به، والعيوب التي لا يمكن إصلاحها، وتدّعي الوسائل ذاتها بالكلمات ذاتها «انتصار» قوّة الولايات المتحدة والقدرة العسكرية في الحرب الباردة. لا يمكن إنكار أنّ تاريخ الاتحاد السوفييتي كان مليئاً بالمآسي التاريخيّة والتناقضات الاجتماعية والاقتصادية، فقد استُنفذت الكثير من الإمكانات البشرية الهائلة التي أطلقتها الثورة الروسية في الحرب الأهليّة المدمرة، والتي كان الغرب يدعم بها بشكل مباشر بالرجال والعتاد قوات «الروس البيض».
ومع ذلك، فقد شهد الاتحاد السوفييتي عبر تاريخه أيضاً تنمية صناعيّة غير مسبوقة، وتحسّناً عاماً بوضع الطبقة العاملة، وتمتّع السكّان بأمان اقتصادي مفقود في أماكن أخرى. لقد كان الاتحاد السوفييتي هو من أنقذ الغرب في الحرب العالمية الثانية، بدءاً بالهزيمة الدراماتيكيّة للقوّات النازية المسلحة في ستالينغراد، وهي نقطة التحوّل في الحرب، وصولاً إلى مسير الجيش الأحمر المنتصر ناحية الغرب، رغم أنّ ثمنها كان مرتفعاً، فقد خسر الاتحاد السوفييتي أكثر من عشرين مليون شخص. لقد ألهم وجود الاتحاد السوفييتي بحدّ ذاته حركات التحرر في الدول النامية.
لكنّ الاتحاد السوفييتي فشل في دفع الثورة الاشتراكية قُدماً. لقد تمّ إرهاقه بالمنافسة العسكرية والسياسية والاقتصادية مع الغرب، والتي دامت لعقود، وفيما يتعلق بالوعود السطحيّة جميعها التي قدمها ميخائيل غورباتشوف، وبسياسات الانفتاح وإعادة الهيكلة، فقد قامت بتفكيك النظام بدلاً من إصلاحه. لقد اختارت نخب السلطات السوفييتية والمفكرين الفاسدين ذوي الامتيازات، بالتحالف مع بوريس يلتسين والغرب، أن يفككوا دولة ما بعد الثورة من الأعلى، معتقدين بأنّ مصالحهم الشخصية ومصالح طبقتهم سوف يتم تعزيزها بشكل أكبر في ظلّ الرأسماليّة.
مع ذلك، فإنّ تجربة الاتحاد السوفييتي بوصفه أوّل اشتراكيّة كبرى تقاطع النظام الرأسمالي، تستمرّ بإلهام وتنشيط الثورة في القرن الحادي والعشرين. فبالكاد يمكن تخيّل قيام ثورة هوغو تشافيز البوليفاريّة، رغم أنّها اتخذت شكلاً مختلفاً تماماً، وهي الآن تواجه خطر ثورة مضادة مدعومة من الولايات المتحدة، دون الاتحاد السوفييتي مثالاً لها. لا يمكن محو منجزات الاتحاد السوفييتي المذهلة على الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي بسهولة من الذاكرة التاريخية.
أزمة رأسمالية عميقة!
لقد اجتاحت الأزمة الرأسماليّة، التي حدثت في نهاية القرن العشرين، الدول الرأسماليّة الرئيسة نفسها في نهاية المطاف، وهي الغارقة في ركود اقتصادي منذ السبعينيات_ وذلك بشكل جزئي بسبب مراكمة الأرباح مالياً في الثمانينيات والتسعينيات_ والذي أفضى في النهاية إلى انفجار فقاعة السكن بين 2007 و2009. تراجعت مواقع الطبقة العاملة والطبقة الوسطى الدنيا في الدول الرأسماليّة المتقدمة، بعد أن وصل الركود إلى أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية الكبرى، ووصلت اللامساواة إلى أعلى مستوياتها تاريخياً، سواء داخل الدول أو على الصعيد العالمي.
إنّ هذه الأزمة من الشدّة بحيث أنّها زعزعت الاستقرار داخل الدول الرأسماليّة الرئيسة. وقد استجابت الطبقات الحاكمة في مختلف البلدان الرأسماليّة للخيبة الشعبية المتزايدة، عبر إحياء اليمين المتطرف كنوع من خلق ثقلٍ لموازنة النظام. ولهذا فقد أفسحت الليبرالية الجديدة الطريق بشكل جزئي للفاشيّة الجديدة، وهو ما يثبت وجود تحالف ليبرالي- فاشيّ جديد، أو يمكن القول تحالف يمين الوسط مع اليمين المتطرف. ففي الولايات المتحدة، تمّ رفض حتّى العلم كونه يشكّل تهديداً على الرأسمالية، وبات إنكار تغيّر المناخ الآن هو سمة إدارة ترامب في البيت الأبيض. وهكذا يكتمل «تدمير العقل».
المتطرف، ولهذا فقد أفسحت الليبرالية الجديدة الطريق للفاشيّة الجديدة
إما تغيير ثوري أو فناء البشرية
استطاعت القوى الرجعيّة عرقلة الصراع الطبقي لصالحها عدة مرات في التاريخ، لكنها في المقابل مهّدت الطريق لنشوء موجات ثوريّة جديدة. وقد علّق إنجلز على هزيمة ثورات 1848 في أوروبا في كتابه: «الثورة والثورة المضادة» قائلاً: «لا يمكن تخيّل وجود مؤشرات هزيمة أكثر من تلك التي واجهها الحزب الثوري في القارة_ أو مجموعة الأحزاب_ في مراحل المعركة جميعها. لكنّ هذا ليس مهماً... يعلم الجميع في الوقت الحاضر، أنّه أينما كان هنالك حراك ثوري، فإنّه ثمة رغبات اجتماعية تكمن وارءه، والتي تمنعها مؤسسات خارجية من التعبير عن نفسها... إذاً: إن كنّا قد هزمنا، فليس أمامنا إلّا البدء مجدداً من البداية». رغم تغيّر الظروف التاريخيّة، لا تزال وجهة النظر هذه صحيحة. وبناءً على الحاجة الملحّة اليوم للتغيير الاجتماعي، فإنه من الضروري أن «نبدأ مجدداً من البداية» لنخلق اشتراكية جديدة أكثر ثوريّة من أجل القرن الحادي والعشرين. إن تغييراً ثورياً هائلاً، ديمقراطياً ومتساوياً وبيئياً في كلٍ من المركز والأطراف، هو فقط ما يمثّل مستقبل البشر الحقيقي، وإلّا فإن البديل هو موت البشريّة جمعاء.