من بيروت: الميناء العربي لـ(حزام طريق الحرير الآسيوي)..
حط مشروع طريق الحرير الصيني، في بيروت التي كانت تعتبر مع أنطاكية، وحيفا أهم الموانئ البحرية في طريق تجارة الحضارات الصينية والفارسية والعربية إلى أوروبا قديماً، أو ما يعرف بطريق الحرير.
المشروع الصيني المتناسب مع القرن الحادي والعشرين، يحمل أبعاداً تدل على الانقلابات النوعية في مستقبل التعاون والترابط الآسيوي، وصولاً لأوروبا.
فقد عقدت في بيروت الدورة السادسة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، بتاريخ 26-5-2015، تحت شعار (بناء حزام اقتصادي على طريق الحرير)، و)طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين)، أي تمتين الارتباط والتعاون بين الدول المحيطة بالطرق الرئيسية لخط الحرير وحزامه الاقتصادي، وتفعيل الطريق البحري الذي تعتبر الموانئ العربية على المتوسط مفصلية فيه، وكذلك البحر الأحمر وشط العرب.
ويأتي اجتماع بيروت لرجال الأعمال الصينيين والعرب استكمالاً للاجتماعات على المستوى الوزاري التي جرت دورتها السادسة في بكين، بحضور الرئيس الصيني في عام 2014.
البيان الصادر عن الاجتماع الذي أتى عنوانه «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير»، انطلق في أولوياته من النقاط التالية:
(تعزيز الاستثمارات في المشروعات التي يتضمنها الحزام، بما فيه الشبكات المترامية من السكك الحديدية، والطرق البرية السريعة، والطرق البحرية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، والشبكات الكهربائية، وشبكات الإنترنت، وغيرها من البنى التحتية الرابطة عبر وسط وغرب وجنوب آسيا).
تلاه التركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ثم الزراعة:
(توفير آلية مشتركة لتمويل المشاريع الزراعية إلى جانب التعاون في البحوث ونقل التكنولوجيا لتطوير وتبادل الأصناف.. إنشاء آلية عربية- صينية للاستثمار الزراعي..)
ما يزال نموذج التعاون الصيني يعتمد على قطاع الأعمال، وعلى محددات التجارة والاستثمار بمفهومها التحريري الرأسمالي بطبيعة الحال، إلا أن عناوين التعاون الرئيسية تعطي دلالات مختلفة، بالإضافة إلى البعد العميق للمشروع البديل للترابط، واستهدافه لمنطقة الشرق الأوسط، باتجاه حسم موقع المنطقة الاقتصادي على الخارطة العالمية شرقاً أم غرباً!..
أوراسيا - طريق الحرير
(الاتحاد الاقتصادي الأوراسي) المشروع الروسي الذي أصبح يضم كلاً من روسيا، كازاخستان، بيلاروسيا، أرمينيا، مع مجموعة دول مرشحة أخرى، أعلن تكامله مع مشروع طريق الحرير الصيني، وذلك بتاريخ 8-5-2015، وفق ما أعلنه الرئيسان الصيني والروسي. شبكة الطرق السريعة الممولة بشكل مشترك لوصل روسيا-كازاخستان- الصين هي إحدى المعالم الأولى للتعاون، وبدايتها الطريق السريع من موسكو إلى كازان في روسيا، والذي قد يصل الصين لاحقاً بحسب الرئيس الروسي بوتين.
تكامل كل من المشروعين، اللذين يضعان الوصل الأوراسي (بين أوروبا وآسيا) أحد الأهداف الرئيسية النهائية، يشكل عامل ضغط جديد على أوروبا، حيث يوضح حجم الإمكانيات المتاحة شرقاً، مقابل عبثية التعنت الأوروبي بالارتباط غرباً، بما يضع أوربا على مفترق طريق: إما احتمال حدوث انقلابات أوروبية في التوجه الاقتصادي وعلاقاته الدولية، أو استمرار الغوص في عمق الأزمة الاقتصادية، التي تضع الاتحاد الأوروبي بحد ذاته أمام تغييرات بنيوية عميقة، على أقل تقدير..