مروان ماكان-ماركار مروان ماكان-ماركار

تايلاند: الفقراء يطيحون بالعسكر

بانكوك، كانون الأول، (آي بي إس) - فاز «حزب سلطة الشعب» بفضل أصوات فقراء الريف والمدن، بأغلبية 228 من أصل 480 مقعد في البرلمان، في أول انتخابات تجرى منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح في أيلول 2006 بالحكومة المدنية المنتخبة مرتين. وقد أعلن الحزب الفائز عن توافقه الكامل مع السياسات التي اتبعتها تلك الحكومة حتى إقصاء الجيش لها.

ويستعد حزب سلطة الشعب الآن لتشكيل الحكومة الجديدة بالتحالف مع أحزاب أخرى، نظراً لعدم حصوله على الحد الأدنى من المقاعد البرلمانية الكافية له لتشكيل الحكومة منفرداً، بعدما تنافس في الانتخابات التي جرت في 24 من الجاري مع 31 حزباً سياسياً، من بينها الحزب الديمقراطي الذي تلاه بمجموع 164 مقعداً.

وعلى الرغم من النتيجة، وتأكيدات زعيمه ومحافظ العاصمة السابق ساماك ساندرارفيج أنه سيكون رئيس الوزراء الجديد، إلا أن الحزب الشعبي بقيادة ابهيسيت فيجاجيفا، يسعى إلى تشكيل ائتلاف أكبر يمكنه من الحكم، وذلك على ضوء الأغلبية العريضة (26 من أصل 36 مقعدا) التي حصل عليها فى بانكوك، الشريان السياسي والاقتصادي للبلاد.

أيا كان الأمر، ينظر الخبراء إلى نتائج الانتخابات لا كمجرد تنافس على الحكم بين حزب سلطة الشعب والحزب الديمقراطي وغيرهما فحسب، بل كاختبار لمواقف الشعب تجاه المجلس العسكري الذي أنحى حكومة ثاكسين شيناوترا وحزبه «تاي راك تاي» (التايلانديون يحبون تايلاند) المنتخب في عامي 2001 و 2005.

وأعرب حزب سلطة الشعب خلال حملته الانتخابية عن توافقه المعلن مع حزب «تاي راك تاي» الذي منعت محكمة عسكرية في أوائل العام 111 من زعمائه بما فيهم رئيس الوزراء شيناوترا من ممارسة العمل السياسي.

ووعد حزب سلطة الشعب بتنفيذ البرامج الاجتماعية المواتية للفقراء والتي استهلها حزب شيناوترا بما يشمل توفير الرعاية الصحية للجميع، وضمان المعونات المالية الكفيلة بالنهوض بالأحوال الاقتصادية لفقراء البلاد.

ويرى الباحث السياسي جيلس أنغباورن، من جامعة تشولا لونغكورن، فى حديث لـ«آي بى اس» بقوله أن نتائج الانتخابات «تدلل على قلة شرعية الحكم العسكري طيلة 15 شهراً... وتأتى كتعبير عن رفض انقلاب العام الماضي من قبل أغلبية الفئات الشعبية (الفقراء) الذين حققوا الفوز لحزب سلطة الشعب».

وأضاف أن النتائج تعبر عن تأييد ضمني لسياسات الحكومة التي أطاح بها العسكر، ودحض لمزاعم الطبقتين المتوسطة والغنية بأن رئيس الوزراء ثاكسين شيناوترا كان تحايل للفوز في الانتخابات السابقة.

بدوره، قال الأكاديمي الأمريكي المتخصص في الثقافة السياسية لتايلاند، ديفيد ستريكفس: «الفقراء صوتوا لصالح حزب سلطة الشعب لأنهم أدركوا أنه يقر بوزنهم السياسي الهام، على خلاف الأحزاب الأخرى التي تعتبرهم أمراً مضموناً».