مضامين بعض المصطلحات المستخدمة
كلما اشتد أوار معركة الصراع الطبقي العالمي وعند كل منعطف تعاني منه المجتمعات البشرية من وطأة الاستغلال ووحشيته، تحاول القوى المحلية المرتبطة مصالحها بمصالح القوى الاستعمارية أن تطرح شعارات ومصطلحات تهدف من خلالها حل أزمتها السياسية بمستوياتها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية عبر تمويه سمة الصراع الدائر ونزع طبيعته وإعطائه طابعاً مختلفاً قومياً، أو دينياً لا فرق، المهم تأمين وقود معركته من أوساط الطبقة الكادحة التي تشكل الأكثرية الساحقة والتي كانت محل نهب واستغلال هذه القوى
ومن هذه الشعارات أو المصطلحات الديمقراطية وحقوق الإنسان...ألخ.
وأصبحت هذه الشعارات الآن عناوين وأجنحة لبعض القوى المحلية، التي تحاول إخفاء حقيقتها المرتبطة عضوياً بقوى الاستعمار العالمي وبدأت هذه المصطلحات تتدفق على بلدان الشرق، وتفرض بقوة الضخ الإعلامي، مخادعة ومموهة لكل ما هو وطني وطبقي، في هذه المنطقة من العالم وذلك دون أن تبالي بكل ما ارتكبته من جرائم بحق شعوبها وهنا لابد من إنجاز التوضيحات التالية:
أولاً: إن تطور الرأسمالية العالمية باتجاه الامبريالية تلاحقت مع النزعة السيادية الأحادية لكثير من القوى المرتبطة معها واستطاعت استقدامها ببراعة لنسف كل ما هو تقدم اجتماعي أو تحولات اقتصادية واجتماعية هامة جرت في هذا البلد أو ذاك. وذلك من خلال تأييد ومساندة الديكتاتورية الفاشية في الشرق الواسع التي نسفت كل تحول إيجابي لمصلحة الكادحين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وذلك بمصادرتها للحريات السياسية التي كانت تشكل الحماية، لكل تحول اقتصادي وسياسي وطني هام.
ثانياً: وبتطور الرأسمالية العالمية أيضاً باتجاه الليبرالية الوحشية باتت بحاجة إلى قوى محلية كأداة استغلالية أكثر ارتقاء بالوحشية لذلك عملت وتعمل على خلق البديل الأكثر ملاءمة مع التطورات الجديدة وتركيبتها تتصادم مع النزعات السيادية الأحادية القائمة، من خلال افتعال بؤر التوتر القومي والديني... وما إلى ذلك وبالتالي ستكون النتيجة برأيهم صعوداً للقوى المحلية الجديدة بنزعتها الأحادية الجديدة المقترنة أكثر بالرجعية، والمتناغمة مع آلية الشراكة الشرق أوسطية الجديدة المطلوبة..
ثالثاً: إن الفراغ السياسي الحاصل جراء فشل التجارب القومية وغياب قطب الاشتراكية الداعم لنزعة تحرر الشعوب ونتيجة التضييق المستمر على قوى التقدم الاجتماعي جعل القوى المرتبطة ترفع شعارات الديمقراطية بحيث يتحقق لهم بشكل مباشر الصعود إلى السلطة أو انتاج ديكتاتورية من قوى جديدة قادرة على التفاهم والتوافق مع القوى الاستعمارية الجديدة، وبالتالي متابعة ضرب كل جهد يؤدي إلى نهوض لقوى حركة التحرر الوطني.
وأخيراً: فإن القوى التي تشكل أو التي تسعى الامبريالية لخلقها فهي من بقايا حلفائهم بالأمس ومنها القريب ومن مفرزات تطورات الامبريالية عبر ليبراليتها المتوحشة الرجعية ومن مهزومين من أحضان الأحزاب القومية والتقدمية أو من الذين ضاقوا ذرعاً من النضال الصعب، الذي تخوضه قوى التقدم، نتيجة ضعف أفقهم البرجوازي الصغير، ومن الذين ركبوا ويركبون عربات قطار التبعية الهاوية لا محالة.