حديث لافروف عن سورية في مقابلته مع كارلسون
نشر الموقع الرسمي للخارجية الروسية النص الكامل لمقابلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، في موسكو، 6 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وفيما يأتي الأجزاء من المقابلة التي أجاب فيها لافروف عن الأسئلة المتعلّقة بالأحداث الأخيرة في سورية، وآفاق الحل السياسي للأزمة.
تاكر كارلسون: في الشهر الماضي منذ الانتخابات، كان هناك كل أنواع الأمور الجارية سياسياً في الدول المجاورة في هذه المنطقة. في جورجيا، وفي بيلاروسيا، وفي رومانيا، ثم بالطبع، وبشكل أكثر تَصاعُداً (دراماتيكية) في سورية، كان هناك اضطرابات. فهل يبدو هذا وكأنه جزء من جهد من جانب الولايات المتحدة لجعل الحل أكثر صعوبة؟
سيرغي لافروف: لا يوجد شيء جديد، بصراحة. لأنّ الولايات المتحدة، تاريخياً، في السياسة الخارجية، كانت مدفوعة بإثارة بعض المشاكل ثم محاولة الاصطياد في الماء العَكِر.
العدوان على العراق، والمغامرة الليبية - تدمير الدولة، في الأساس. الفرار من أفغانستان. والآن تحاول [الولايات المتحدة] العودة من الباب الخلفي، باستخدام الأمم المتحدة لتنظيم "حدث" ما بحيث يمكن للولايات المتحدة أن تكون حاضرة، على الرغم من حقيقة أنهم تركوا أفغانستان في حالة سيئة للغاية واحتجزوا أموالاً ولا يريدون إعادتها.
أعتقد أن هذا، إذا قمت بتحليل خطوات السياسة الخارجية الأمريكية، ومغامراتها، فإن معظمها "نمط" – لنستخدم الكلمة الصحيحة؛ إنهم يخلقون بعض المشاكل ثم يرون كيف يستغلونها...
تاكر كارلسون: إذن من يدفع للمتمرّدين الذين استولوا على أجزاء من حلب؟ هل حكومة الأسد في خطر السقوط؟ ما الذي يحدث بالضبط، من وجهة نظرك، في سورية؟
سيرغي لافروف: حسناً، كان لدينا اتفاق عندما بدأت هذه الأزمة. لقد نظّمنا عملية أستانا (روسيا وتركيا وإيران). نجتمع بانتظام. ومن المقرر عقد اجتماع آخر قبل نهاية العام أو أوائل العام المقبل لمناقشة الوضع على الأرض.
إن قواعد اللعبة هي مساعدة السوريين على التوصل إلى اتفاق مع بعضهم بعضاً، ومنع التهديدات الانفصالية من أن تصبح قوية وهو ما يفعله الأمريكيون في شرق سورية عندما يجهّزون بعض الانفصاليين الأكراد باستخدام أرباح النفط والحبوب المباعة والموارد التي يحتلونها.
إنّ صيغة أستانا هذه تشكّل مزيجاً مفيداً من اللاعبين... نحن قلقون للغاية. وعندما حدث هذا، مع حلب ومحيطها، أجريتُ محادثة مع وزير الخارجية التركي ومع زميلي الإيراني، واتفقنا على محاولة الاجتماع هذا الأسبوع. نأمل أن يكون ذلك في الدوحة على هامش هذا المؤتمر الدولي. نودّ مناقشة الحاجة إلى العودة إلى التنفيذ الصارم للاتفاقيات بشأن منطقة إدلب، لأنّ منطقة خفض التصعيد في إدلب كانت المكان الذي انتقل منه الإرهابيّون للاستيلاء على حلب. وقد نصّت الترتيبات التي تمّ التوصل إليها في عامي 2019 و2020 على أنْ يتولى أصدقاؤنا الأتراك السيطرة على الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب وفصل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) عن المعارضة غير إرهابية التي تتعاون مع تركيا.
وكانت هناك صفقة أخرى وهي فتح طريق M5 من دمشق إلى حلب، والذي يسيطر عليه الإرهابيون الآن بالكامل. لذا فإننا كوزراء للخارجية سوف نناقش الوضع، ونأمل أن يتم ذلك يوم الجمعة المقبل [13 كانون الأول/ديسمبر]. والجيش في الدول الثلاث ورجال الأمن على اتصال مع بعضهم بعضاً.
تاكر كارلسون: ولكن الجماعات الإسلامية، الإرهابيون الذين وصفتهم للتو، مَن يدعمهم؟
سيرغي لافروف: حسناً، لدينا بعض المعلومات. نودّ أن نناقش مع جميع شركائنا في هذه العملية الطريقة التي يمكننا بها قطع قنوات التمويل والتسليح لهم.
المعلومات التي يتم تداولها، وهي متاحة للعامّة، تَذكُرُ من بين أمور أخرى الأمريكيّين والبريطانيين. يقول بعض الناس إنّ "إسرائيل" مهتمّة بتفاقم هذا الوضع، حتى لا تكون غزّة تحت المراقبة الدقيقة. إنّها لعبة معقَّدة، تشارك فيها العديد من الجهات الفاعلة. آمل أنْ يساعد السياق الذي نخطّط له هذا الأسبوع في استقرار الوضع.
معلومات إضافية
- المصدر:
- موقع الخارجية الروسية