طوني بلير: عصر الهيمنة الغربية انتهى
أعرب رئيس الوزراء البريطاني السابق (1997–2007) توني بلير عن أنّ العالم سيواجه قريبًا تغيرات جيوسياسية عالمية والانتقال إلى التعددية القطبية، وأنّ عصر الهيمنة الغربية يقترب من نهايته.
وجاء كلام بلير في محاضرة ألقاها يوم السبت 16 يوليو/تموز 2022 نظمتها مؤسسة ديتشلي البريطانية الأمريكية.
وقال طوني بلير: «أكبر التغيرات الجيوسياسية في هذا القرن ستثيرها الصين، وليس روسيا. نهاية الهيمنة الغربية في السياسة والاقتصاد تقترب. سيصبح العالم على الأقل ثنائي القطب، وربما متعدد الأقطاب».
ووفقًا لبلير، فإنّ الصين «هي بالفعل ثاني أقوى قوة عظمى في العالم» - علماً بأنها أصبحت في الواقع الأولى وفقاً لخبراء الاقتصاد الذين يقيسون ذلك وفق الناتج المحلي الإجمالي المحسوب على أساس تعادل القوة الشرائية PPP GDP – ورأى بلير بأنّ إمكانات الصين الاقتصادية ودرجة مشاركتها في الاقتصاد العالمي أعلى من روسيا.
وأضاف بلير إن «الصين قد لحقت بالفعل بأمريكا» في العديد من المجالات التكنولوجية، وتهدد بالتغلب على الولايات المتحدة في بعضها. وفي الوقت نفسه، حسب قوله، فإنّ القيادة الصينية تتصرف أكثر فأكثر «بعدوانية»، ولا تخفي أنها «تتعامل مع الغرب بازدراء» على حد تعبيره، وتقرب من روسيا وترغب في حل مشكلة تايوان أخيرًا.
وقال بلير «لا تسيئوا الفهم: أنا لا أقول إن الصين ستحاول السيطرة على تايوان بالقوة في أي وقت قريب. ومع ذلك، لم يعد بإمكاننا أن نبني سياستنا على الاعتقاد بأنها لن تحاول».
ويعتقد بلير أن روسيا، وربما إيران، ستصبح بالتأكيد حليفًا للصين في المستقبل القريب.
ووصف الرئيس السابق للحكومة البريطانية الخلافات في مواقف دول مجموعة العشرين بشأن القضية الأوكرانية بأنها تحذير للغرب. ودعا إلى بناء علاقات مع الصين على أساس مبدأ «القوة بالإضافة إلى المشاركة».
ووفقًا لبلير، يجب على الغرب زيادة الإنفاق العسكري والبقاء قويًا بما يكفي لمقاومة الصين في أي سيناريو مستقبلي، مع الحفاظ على العلاقات مع بكين، والتصرف بطريقة براغماتية، ولكن ليس بعدوانية، وإظهار الاستعداد للاحترام المتبادل.
كما دعا بلير «الديمقراطيات الغربية» إلى زيادة استخدام «القوة الناعمة»، لأن الدول النامية، وفقًا له، أصبحت الآن أكثر حذرًا في العلاقات مع شركاء من الصين يعرضون الاستثمار في اقتصادهم.
وأعرب بلير أن اعتقاده أنّ على الغرب حشد دعم جيل جديد من القادة في إفريقيا، الذين سينمو عدد سكانهم مع تقلص عدد سكان الصين. واختتم حديثه قائلاً إن منطقة الشرق الأوسط والهند وإندونيسيا يجب أن تكون أيضًا من أولويات السياسة الخارجية الغربية.
معلومات إضافية
- المصدر:
- تاس + وكالات