شيمة واشنطن الغدر بعملائها وحلفائها: باريس «متفاجئة» من «طعنة في الظهر»
أثار تطور جديد في سياق تكالب المصالح بين القوى الغربية غضباً من السلطات الفرنسية.
فقد قررت أستراليا الأربعاء إلغاء صفقة تسلحٍ ضخمة سبق أن أبرمتها مع فرنسا، فاستبدلت بها صفقةً مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وأعلنت أستراليا أمس الخميس 15 أيلول 2021، عقد شراكة جديدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا لاقتناء غواصات تعمل بالدفع النووي، ملغيةً بذلك صفقة ضخمة كانت قد أبرمتها عام 2016 مع فرنسا لشراء غواصات تقليدية، في خطوة اعتبرتها باريس «قراراً مؤسفاً».
وكانت الصفقة الضخمة التي أبرمتها أستراليا مع فرنسا تبلغ 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو) لشراء 12 غواصة تقليدية من طراز «أتاك».
ووصفت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي الخطوة «بالخطيرة». وجاء الإلغاء إثر الإعلان عن معاهدة أمنية ثلاثية «أوكوس» خلال قمة للرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.
وأعلنت بايس ليل الأربعاء عن تراجع أستراليا عن صفقة أبرمتها في 2016 مع مجموعة «نافال غروب» الفرنسية للصناعات الحربية لشراء غواصات تقليدية.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «هذا قرار مخالف لنص وروح التعاون الذي ساد بين فرنسا وأستراليا». مضيفة أن «الخيار الأمريكي الذي يؤدي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا، في وقت نواجه فيه تحديات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (...) يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له».
كما اعتبرت الوزارة أنّ «القرار المؤسف الذي تم الإعلان عنه للتو (...) يؤكد فحسب ضرورة إثارة مسألة الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي بصوت عالٍ وواضح. ما من طريقة أخرى جديرة بالثقة للدفاع عن مصالحنا وقيمنا في العالم» على حد تعبير الوزارة الفرنسية.
وفي هذا الشأن، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة «فرانس إنفو» هذه الخطوة بأنها «حقاً طعنة في الظهر»، وتابع «أقمنا علاقة مبنية على الثقة مع أستراليا. وهذه الثقة تعرضت للخيانة»، مضيفاً أن «هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيراً ما كان يفعله ترامب».
بدورها، اعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنّ فسخ أستراليا العقد الضخم مع فرنسا هو أمر «خطير» ويشكل «نبأ سيئاً جداً بالنسبة لاحترام الكلمة المعطاة». وقالت بارلي في حديث إذاعي إنه «أمر خطير من الناحية الجيوسياسية وعلى صعيد السياسة الدولية». مضيفة بأنها «مدركة للطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع حلفائها»، بعدما أعلنت واشنطن أنها شكلت تحالفاً مع كانبيرا ولندن وأبرمت في إطاره اتفاقاً لتسليم أستراليا غواصات ذات دفع نووي.
وليل أمس الأربعاء، أعلنت واشنطن الساعية لتعزيز تحالفاتها في كل الاتجاهات من أجل التأهب العدواني الغربي ضد الصين، تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يضم إليها كلاً من لندن وكانبيرا.
وأتى الإعلان عن المعاهدة الأمنية الثلاثية الجديدة التي أطلق عليها اسم «أوكوس» خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، وشارك فيها عبر الفيديو كل من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأسترالي سكوت موريسون.
وفي بيان مشترك صدر في ختام القمة تعهدت لندن وواشنطن بشكل خاص «مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي». الأمر الذي اعتبره بعض المراقبين نقطة تحول استراتيجي ولا سيما وأنها المرة الأولى التي ستشاطر فيها الولايات المتحدة مثل هذه التقنية الحساسة مع دولة أخرى غير بريطانيا.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات