أغنياء الهند يهربون من البلاد ومقابر نيودلهي تغص بالجثث
تعاني الهند ارتفاعاً كارثياً بأعداد الإصابات والوفيات اليومية الجديدة بداء كوفيد-19.
وسجلت الهند يوم أمس الأحد لوحده 354531 إصابة جديدة، و2806 وفيات جديدة. أما الإصابات الإجمالية فتجاوزت حتى لحظة إعداد هذا الخبر17 مليوناً و313 ألف إصابة، حيث تحتل المرتبة الثانية مباشرةً بعد الولايات المتحدة الأمريكية بإجمالي الإصابات (الولايات المتحدة تجاوزت 32 مليون إصابة).
أما في الوفيات فتحتل الهند حالياً المرتبة الرابعة عالمياً (بعد الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك) بإجمالي زاد عن 195 ألف وفاة بهذا الفيروس.
وكانت وكالة وكالة «أسوشيتد برس» قد أفادت أمس الأحد بأن المحارق والمقابر في الهند أصبحت عاجزة عن استيعاب جثث الموتى بعد الارتفاع الكبير بعدد الوفيات جراء فيروس كورونا.
وأشارت الوكالة إلى أن مساحات المقابر في العاصمة الهندية نيودلهي بدأت بالنفاد، والمحارق الجنائزية المتوهجة تضيء سماء الليل في مدن أخرى تضررت بشدة.
وأضافت أنه في وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة مع ذلك، يقول المسؤولون، لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.
وقال عمال محرقة «بهادهادا فيشرام غات» بالمدينة، إنهم «أحرقوا أكثر من 110 جثث يوم السبت، حتى مع أن الأرقام الحكومية في المدينة بأكملها التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة قدرت العدد الإجمالي للوفيات بنحو 10 فقط».
وقال مامتيش شارما، المسؤول في الموقع: «الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش».
وأضاف: «نحن نحرق الجثث فور وصولها، كأننا في وسط حرب».
وأشارت الوكالة إلى أن اندفاع الجثث غير المسبوق أجبر محرقة الجثث على تخطي الاحتفالات الفردية والطقوس الشاملة التي يعتقد الهندوس أنها تحرر الروح من دورة الولادة الجديدة.
وقال حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي محمد شميم، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، إن «المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي».
وأضاف: «أخشى أن تنفد المساحة في القريب العاجل».
ووسط هذا الوضع الكارثي، يترك الفقراء لمصيرهم، بينما يدفع أصحاب الثراء الفاحش في الهند عشرات وآلاف الدولارات للهروب من البلاد، حيث يسجل وباء كورونا رقماً قياسياً عالمياً جديداً للإصابات اليومية لليوم الرابع على التوالي في الهند.
وفي الأسبوع الماضي أصبحت الهند المركز الجديد للفيروس، الذي أجهد نظام الرعاية الصحية في البلاد وحتى محارق الجثث وأدى إلى نقص حاد في الأوكسجين.
ودفعت الأرقام المقلقة الهنود الأثرياء إلى إنفاق مبالغ طائلة على رحلات الطيران في اللحظة الأخيرة واستئجار رحلات الطائرات الخاصة رغم قيود السفر.
ويبدو أن إحدى الوجهات الشهيرة هي الإمارات التي لا تبعد كثيراً عن الهند، وعادة ما تقوم بتشغيل مئات الرحلات الجوية هناك.
وأعلنت الإمارات هذا الأسبوع أنها ستمنع دخول المسافرين من الهند لمدة 10 أيام اعتباراً من 25 أبريل/نيسان.
وصرح متحدث باسم شركة الطيران المستأجر الهندية «إير تشارتر سيرفيس إنديا» لوكالة «فرانس برس» بأن مستوى الاهتمام بالطائرات الخاصة صار جنونياً في الهند مؤخراً.
وقال حسب «إيكونوميك تايمز»: «لدينا 12 رحلة متوجهة إلى دبي اليوم وكل رحلة ممتلئة تماماً».
المصدر: وكالات + قاسيون