إيقاف التطعيم بـ«أسترازينيكا» بين 18 و29 عاماً في بريطانيا لشكوك بأمانه

إيقاف التطعيم بـ«أسترازينيكا» بين 18 و29 عاماً في بريطانيا لشكوك بأمانه

غيرت الهيئة التنظيمية الطبية في المملكة المتحدة (بريطانيا) بشكل مفاجئ، يوم أمس الأربعاء، القواعد الإرشادية بشأن استخدام لقاح «أسترازينيكا» الذي طورته الشركة البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، محذرة من أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يجب أن يحصلوا على لقاحات بديلة.

ويأسف مراقبون وخبراء بالصحة العامة بأنّ ضربة الثقة التي يتعرض لها لقاح أسترازينيكا سوف تؤدي إلى تعقيد برامج التطعيم، ليس في بريطانيا فقط، بل وعالمياً، لأنه وفقاً لهم حتى ولو تساهلت الدول الأخرى ولم تتبنّ التوصيات البريطانية نفسها، فإنّ ثقة فئة الشباب بين 18 و29 بأخذ هذا اللقاح قد اهتزّت.

ويجدر بالذكر بأنّ أسترازينيكا من اللقاحات الأساسية التي تتبنّى مبادرة كوفاكس العالمية جرعات كثيرة منه لتوزيعها على الدول الفقيرة والعالم الثالث ومن بينها سورية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وجاء التغيير في التوجيهات في الوقت الذي قالت فيه وكالة الدواء الأوروبية، الجهة المنظمة في الاتحاد الأوروبي، إنها ترى صلة بين جلطات الدم النادرة في الدماغ واللقاح البريطاني.

وبديلاً عن أسترازينيكا، اختارت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، لقاح «فايزر» أو «مودرنا» للرجال والنساء الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، حسبما نقلت صحيفة «فايننشال تايمز». كما وتم إيقاف التجارب السريرية والدراسات الجارية على لقاح «أسترازينيكا» على الأطفال في بريطانيا.

وأضاف المنظمون البريطانيون أيضاً إنّ النساء الحوامل وأولئك الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الدم المرتبطة بزيادة خطر التجلط يجب أن يناقشوا الفوائد والمخاطر النسبية مع أخصائي طبي.

حقق المنظمون في وجود صلة محتملة بين لقاح «أسترازينيكا» الذي أُعطي بالفعل لملايين الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا وجلطات دموية نادرة ولكنها خطيرة في الدماغ، والتي سجلت في مناطق عدة من القارة العجوز.

أوقفت 16 دولة أوروبية على الأقل أو حدّت من استخدام لقاح «أسترازينيكا» الشهر الماضي، ثم استأنف معظمها استخدامه بعد أن قال المنظمون الأوروبيون إن فوائده تفوق مخاطره، لتعود وكالة الأدوية الأوروبية لاحقاً فتؤكّد علاقته بجلطات الدم، وتفرض عدد من الدول الأوروبية قيوداً على السنّ فيما يتعلق باللقاح.

وتم أُبلغ عن آثار جانبية في بريطانيا، حيث سجلت السلطات الطبية 19 حالة وفاة على الأقل في الأشخاص الذين أخذوا اللقاح، وكان ثلاثة ممن لقوا حتفهم تحت سن الثلاثين.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قوله: «يجب على البريطانيين أن يكونوا متأكدين من أننا نمتلك أعلى درجات الأمان في مراقبة اللقاحات وأن هناك شفافية كاملة في الكشف عن أي أعراض جانبية للقاحات أيا كانت نسبة حدوثها».

ويجدر بالذكر أنّ منظمة الصحة العالمية، في 15 شباط 2021، منحت لقاح هذه الشركة البريطانية-السويدية (أسترازينيكا) ترخيص الاستخدام الطارئ والضوء الأخضر لتوزيعه عالمياً عبر مبادرة «كوفاكس». ووفقاً لموقعها الرسمي فإن عملية ترخيصه استغرقت أقل من 4 أسابيع فقط.

هذا وما زالت طلبات اللقاحات الروسية والصينية تنتظر الترخيص، الأمر الذي أدى إلى تزايد الانتقادات الموجّهة لهيئات الترخيص (مثل وكالة الأدوية الأوروبية) بسبب ما تدور حولها من شبهات تسيس العملية وتفضيلها اللقاحات الغربية، وبالتالي عرقلة الجهود العالمية لمكافحة الوباء والوقاية منه عبر لقاحات آمنة وفعالة.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون