روسيا تؤكّد فعالية لقاحاتها ضد السلالات الجديدة التي أفزعت أوروبا، وتطوِّر لقاحات جديدة قد تعطي وقاية لمدة 17 عاماً

روسيا تؤكّد فعالية لقاحاتها ضد السلالات الجديدة التي أفزعت أوروبا، وتطوِّر لقاحات جديدة قد تعطي وقاية لمدة 17 عاماً

اجتمعت فيرونيكا سكفورتسوفا، رئيسة «الوكالة الفيدرالية الطبية البيولوجية الروسية»، يوم أمس الإثنين مع رئيس بلادها فلاديمير بوتين، لإطلاعه على خلاصة التطورات الطبية والعلمية التي أُنجزت خلال العام 2020 وخاصةً في مجال مكافحة جائحة الفيروس التاجي الحالية، وفق ما نقلت وكالة تاس.

وفي استفسار من بوتين عن مدى صحة التقارير التي قالت إن اللقاحات الروسية الحالية فعالة ضد السلالات التي تسبب الفزع في أوروبا وغيرها، أكّدت سكفورتسوفا صحّة ذلك، وقالت: «نعم، وجدنا 3500 طفرة في المرضى الروس. هذه متغيرات أحادية النوكليوتيدات وهي محايدة ولا تؤثر على مسار مرض الفيروس التاجي. وهي تمثل حالات فردية، باستثناء 7 طفرات تم العثور عليها في أكثر من 5% من سكاننا. تم اكتشاف 4 من هذه الطفرات السبعة في البروتين الشوكي S، ولكن لم يتم العثور على أي منها في «النطاق المستقبِل» receptor domain لدى الفيروس. هذا يعني أن «النطاق المستقبِل» في مجتمعنا لم يتغير، وأن جميع لقاحاتنا، كل من لقاح Sputnik V ولقاح Vector فعالة لأن الأجسام المضادة (التي تعطي المناعة) يمكن أن ترتبط على هذا الموقع (النطاق المستقبل لدى الفيروس) بشكل طبيعي، دون أي تغييرات». وأضافت بأن «هناك أيضًا 3 طفرات في بروتين عميق بمحفظة الفيروس، لكنها قصة مختلفة تمامًا لا علاقة لها بالارتباط (بالأضداد)».

وقالت رئيسة الوكالة الطبية بأن طفرات الفيروس الحالي المسبب للجائحة «سوف تمنعنا من استخدام اللقاحات القائمة على الأجسام المضادة antibodies»، مضيفةً بأنه «لذلك نأمل في أن نكون استباقيّين». ولتوضيح ما هو النهج البديل كشفت سكفورتسوفا عن أنّ روسيا تقوم «بتطوير منصة تكنولوجية جديدة لابتكار الجيل التالي من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. نحن نطور لقاحًا للتعامل مع الطفرات الفيروسية في الحالات التي تؤدي فيها الطفرات المتراكمة في النطاق الرابط لمستقبلات البروتين الشوكي S إلى منع الأضداد المناعية من الارتباط. يؤثر اللقاح الجديد الذي نطوره على المكونات الأخرى من بروتينات الفيروس غير البروتين الشوكي S. بادئ ذي بدء، يساعد في توسيع المناعة الخلوية والسمية للخلايا (بدلاً من المناعة الخلطية المعتمدة على تنشيط الأضداد). وكقاعدة عامة، تستمر مناعة الأضداد لعدة أشهر، بينما تستمر المناعة الخلوية لعدة سنوات. وتظهر بعض المشاريع التجريبية أن هذه المناعة (الخلوية) قد تستمر من 13 إلى 17 عاماً. لقد حصلنا بالفعل على الصيغة الأولية لهذا الدواء ونستعد حاليًا للتجارب السريرية، ونأمل بشدة أن نبدأ التجارب السريرية في النصف الثاني من عام 2021».

وفي ملاحظة تتعلق بالتمايز عن المنظومات الأخرى لفحوص الفيروس في العالم، والتي اضطرت عدة شركات إلى إدخال تعديلات عليها لتستطيع كشف السلالات الجديدة، نوهت فيرونيكا سكفورتسوفا إلى أنّ اختيار تقنيات الفحوص الروسية كانت دقيقة للغاية لدرجة أن الطفرات لم تؤثر عليها وبالتالي بقيت تعمل مع أيّ سلالة كانت.

كان لافتاً في اللقاء أيضاً الحجم الضخم من الأمصال (البلازما المضادة لكوفيد) الذي تم تجميعه في روسيا، حيث قالت سكفورتسوفا: «في نيسان 2020، افتتحنا مركز تنسيق وطني لإنشاء بنوك للبلازما المناعية واستخدامها سريرياً. وقد قام المركز بتنسيق هذا الجهد في جميع أنحاء روسيا، وأصدر توصيات منهجية لجميع المناطق لاتباعها. لقد قمنا بتجميع أكثر من 22 طناً من البلازما المضادة لكوفيد».

المصدر: تاس