احتجاج عشرات الآلاف من المزارعين الهنود، ومواجهات عنيفة مع الشرطة

احتجاج عشرات الآلاف من المزارعين الهنود، ومواجهات عنيفة مع الشرطة

تدفق آلاف المزارعين الهنود المحتجين على قوانين الزراعة الجديدة إلى العاصمة نيودلهي، يوم أمس الثلاثاء، في تصعيد لاحتجاجاتهم المتواصلة منذ شهرين، واقتحموا أمس «القلعة الحمراء» التاريخية، التي كان يجري حولها بالتزامن استعراضات رسمية بمناسبة «يوم الجمهورية الهندي».

ويقول المزارعون بأنّ القوانين التي فرضتها الحكومة تغلّب مصالح الشركات الكبرى وتؤذي الفلاحين الصغار، ولذلك يطالبون الحكومة بالتراجع عن هذه القوانين وإلغائها.

وجاء قسمٌ من الفلاحين إلى العاصمة للاشتراك باحتجاجات الثلاثاء على متن أكثر من 10 آلاف جرار زراعي، كما جاء قسمٌ آخر على صهوات الخيول أو سيراً على الأقدام. وبعضهم كان يحمل سيوفاً هندية تقليدية. وتمكنوا من اقتحام الحواجز التي أقامتها الشرطة ووصلوا إلى مقر «القلعة الحمراء» الموصوفة بـ«الأوروبية»، رافعين أعلام حركتهم جنباً إلى جنب مع العلم الوطني الهندي. كما نُظمت احتجاجات في مدن أخرى، بما في ذلك بنغالور ومومباي.

واندلعت بين الشرطة والمحتجين مواجهات عنيفة، استخدمت خلالها الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، والضرب بالهراوات لتفريق المحتجين موقعةً بينهم عدداً من الإصابات والجرحى، إضافة إلى قتل واحد من المتظاهرين. كما انقلبت عدد من الجرارات والسيارات. مما جعل وسط نيودلهي يتحول إلى ما يشبه ساحة حربية. واستنفرت الشرطة مسبقاً قواتها على طريق سريع إلى نيودلهي كانت قد أغلقته لمنع تدفق المزارعين المحتجين.

وتحدث الضابط (شريفاستافا) الناطق باسم «مفوضية شرطة دلهي» اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي، أنّ الشرطة اعتقلت 50 شخصاً، على خلفية المواجهات العنيفة يوم أمس 26 كانون الثاني، ويجري التحقيق معهم. وقال الناطق باسم الشرطة أنّ 394 شرطياً تعرضوا لإصابات.

ووجهت الحكومة إلى عدد من قادة المزارعين والنقابيين تهماً من بينها «الشروع بالقتل» على خلفية الأحداث العنيفة، ومن بين الأسماء المتهمة بذلك على قائمة الحكومة «باكيش تيكايت»، أحد قادة المزارعين، الذي صرح لوكالة «أنباء آسيا الدولية» ANI بأنّ «هذا الاحتجاج موجَّهٌ ضدَّ القوانين الزراعية الثلاثة المتعلقة بالسعر الأدنى للدعم، وهذه المسيرة تظهر غضبنا كمزارعين... نحن نؤمن بعَلَمِنا الهندي الثلاثي الألوان. فالعَلم يمثّل كرامتنا وفَخرَنا. ويجب على الحكومة أنْ تتحدث إلى المزارعين».

بالمقابل أثارت أحداث العنف خلال احتجاجات البارحة انقساماً ضمن النقابات الفلاحية، حيث أعلنت نقابتان انسحابهما من الاحتجاجات، قائلةً بأنها سوف تستمر بدعم مطالب الفلاحين ولكنها تعترض على أسلوب العنف. واعتبر أحد القيادين في حركة المزارعين بأنّ «المسيرة الاحتجاجية وقعت فريسةً لمؤامرة حكومية. ولكن رغم محاولات اختراقها، فإنّ 99.9% من المزارعين كانوا سلميّين، رغم وقوع بعض الحوادث». 

وتعتبر «القلعة الحمراء» أحد المعالم التاريخية التي بناها الإمبراطور «شهاب الدين محمد شاه جهان» عام 1638. وتشكل احتجاجات المزارعين أحد أكبر التحديات لرئيس الوزراء «ناريندرا مودي» منذ توليه السلطة في عام 2014.

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون