أبحاث تؤكد أن الولايات المتحدة هي المنتج الأول للقمامات البلاستيكية

أبحاث تؤكد أن الولايات المتحدة هي المنتج الأول للقمامات البلاستيكية

لم يدّخر بعض السياسيين الأمريكيين أي جهد لمهاجمة وتشويه سمعة دول أخرى فيما يتعلق بحماية البيئة لفترة طويلة. لكن في الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة جديدة في المجلة الأكاديمية الدولية «التقدم العلمي» أن الولايات المتحدة هي المنتج الأول في العالم للقمامات البلاستيكية.

الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يتجاوز فيها متوسط نصيب الفرد من إنتاج القمامات البلاستيكية 100 كيلوغرام

أشار التقرير بعنوان «تأثير القمامات البلاستيكية الأمريكية على القارات والمحيطات» أنه في عام 2016، أنتجت الولايات المتحدة 4200 طن من القمامات البلاستيكية بعد إحصائيات دقيقة من قبل فريق البحث. ليس ذلك فحسب، سواء استنادا إلى النتائج السابقة التي نشرها البنك الدولي أو إحصائيات من فريق البحث، كانت الولايات المتحدة هي الدولة التي أنتجت أكبر عدد من القمامات البلاستيكية في عام 2016، كما كانت الدولة الوحيدة التي تجاوز فيها متوسط نصيب الفرد من إنتاج القمامات البلاستيكية 100 كيلوغرام.

وقارن التقرير بيانات لعام 2016 مع نتائج توقعات لعام 2010 أيضا، وأظهرت النتائج أن إجمالي كمية القمامات البلاستيكية المنتجة الحقيقية في الولايات المتحدة في عام 2016 كان حوالي خمسة أضعاف توقعات عام 2010.

تم التشكيك في الادعاء السابق للولايات المتحدة بشأن «التعامل المناسب بنسبة 100%»

فوفقا للبيانات الصادرة عن وكالة حماية البيئة الأمريكية، ستتم معالجة 75.4% من القمامات في مدافن القمامات، وسيتم حرق 15.3% منها، وسيتم إعادة تدوير 9.3% منها بشكل فعال. ووفقاً لهذا التقدير، ستتم معالجة القمامات البلاستيكية التي تنتجها بنسبة 100%. لكن تقرير البحث يؤكد أن الأمر ليس كذلك.

ليوضح التقرير أن 5% من القمامات البلاستيكية المنتجة في الولايات المتحدة «تتم إدارتها بشكل غير صحيح وملائم»، حيث يتم التخلص منها بطريقة عشوائية وبشكل غير قانوني بحيث لا يمكن معالجتها بشكل ملائم بعد شحنها إلى دول أخرى. في عام 2016، تم إعادة تدوير 9% فقط من القمامات البلاستيكية في الولايات المتحدة.

كما أكدت الدراسة بشكل خاص أنه يبدو أن 5% من القمامات البلاستيكية فقط «تتم إدارتها بشكل غير صحيح وملائم»، ولكن بالنظر إلى الكمية الإجمالية للقمامات البلاستيكية، لا يمكن تجاهل هذا الرقم.

كما أشارت إلى أن ما يصل إلى 224 طنا من القمامات البلاستيكية من الولايات المتحدة تم التخلص منها بشكل غير قانوني في البيئة الطبيعية؛ وتدفق ما يصل إلى 1.45 مليون طن من القمامات في نهاية المطاف إلى أماكن تقع على بعد 50 كيلومترا من الساحل. في عام 2016، كانت الولايات المتحدة ثالث أكبر «مساهم» مسبب في التلوث البلاستيكي في المناطق الساحلية في العالم.


تصدير القمامات.. حيلة إخفاء القمامات البلاستيكية الأمريكية

ذكر تقرير البحث أن تصدير القمامات على مر السنين قد أخفى «المساهمة الكبيرة» للولايات المتحدة في التلوث البلاستيكي.

الولايات المتحدة هي ثاني أكبر مصدر للقمامات البلاستيكية في العالم. وفقا لبيانات لعام 2016، يتم شحن أكثر من نصف القمامات البلاستيكية التي جمعتها الولايات المتحدة لإعادة التدوير إلى الخارج، بما في ذلك يواجه حوالي 90% من البلدان التي تستورد القمامات من الولايات المتحدة صعوبات في إدارتها البلاستيكية بشكل فعال.

تتخذ الولايات المتحدة البلدان النامية التي لا تتمتع بقدرة لمعالجة القمامات كموقع نهائي لمعالجة القمامات البلاستيكية لفترة طويلة. وفقا لتقرير تحقيق صادر عن منظمة «شبكة باسل» غير الحكومية، لا تزال الشركات الأمريكية تصدر القمامات الإلكترونية الخطيرة إلى البلدان النامية بشكل غير قانوني في عام 2020.

ووفقا لتقرير صادر عن صحيفة الجارديان البريطانية، «لا يقتصر التلوث البلاستيكي الذي تسببه دولة ما على الدولة فقط». قالت ويني لاو من منظمة بيو ترستس الخيرية إن القمامات البلاستيكية التي يتم تصديرها من الولايات المتحدة إلى دول أخرى، سوف تؤدي إلى تفاقم مشكلة التلوث البلاستيكي للمحيطات العالمية بشكل كبير.

وقال نيك مالوس، أحد مؤلفي تقرير البحث من جمعية الحفاظ على البيئة البحرية: «يمثل سكان الولايات المتحدة 4% فقط من سكان العالم، لكنهم يصنعون 17% من القمامات البلاستيكية في العالم. ينبغي على الولايات المتحدة أن تلعب دورا أكبر في حل أزمة التلوث البلاستيكي العالمية.»


تصرفات خاطئة وسيئة تضر بها الولايات المتحدة نفسها والآخرين

انسحبت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، رسميا من «اتفاق باريس» وأصبحت الطرف الوحيد الذي انسحب من الاتفاق حتى الآن. وفيما يتعلق بهذا التصرف من قبل الولايات المتحدة، يرى المجتمع الدولي وخبراء وعلماء في مجال القانون الدولي عموما أنه بصفتها أحد الدول الأكثر تقدماً، فإن إدارة ترامب قد أضرت بشكل كبير بالحوكمة البيئية العالمية وكفاءتها وفعاليتها من أجل مصلحتها الخاصة.

في الواقع، بصفتها أحد الدول الأكثر تقدماً في العالم في الوقت الراهن، تتمتع الولايات المتحدة بسمعة سيئة في مجال البيئة. ويُعترف بالولايات المتحدة على أنها «مخرب التوافق» و «صانع المشاكل». حيث نشرت وزارة الخارجية الصينية وثيقتين في 19 تشرين الأول الماضي، ألا وهما «قائمة الحقائق التي تضر فيها الولايات المتحدة بيئة العالم وتقرير الأضرار التي تسببها الولايات المتحدة بالبيئة العالمية»، والتي استخدمت الحقائق لاستعادة أحوال للتصرفات الخاطئة والسيئة الأمريكية في المجال البيئي: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لا تزال مرتفعة؛ إعاقة عملية إدارة القمامات البلاستيكية العالمية والتحكم فيها.

المصدر: https://arabic.cgtn.com/n/BfJAA-CcA-BEA/EbDbIA/index.html

آخر تعديل على السبت, 07 تشرين2/نوفمبر 2020 11:10