حقوق الملكية في مواجهة الحياة

حقوق الملكية في مواجهة الحياة

قام إيطاليان بصنع أدوات طبية أنقذوا بها حياة عدد من المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعد أن تحديا «حقوق ملكية» الشركة المصنّعة واستغلالها، معرضين أنفسهم للملاحقة القانونية.

فبسبب عدد الإصابات الكبير، والضغط العالي على المستشفيات والنظام الصحي الإيطالي ككل، بدأت تنفذ بعض المعدات الطبية الضرورية في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، ومنها «صمّام» يدخل في اجهزة التنفس الاصطناعي التي يجري وضعها على الحالات المتقدمة والخطرة من المصابين.

إحدى المستشفيات التي بدأت تنفذ منها هذه الصمامات تقع في مدينة بريشا، والشركة الطبية التي تُقوم بتخديم هذه المستشفى لا تؤمن الكمية المطلوبة من هذه الصمامات، فضلاً عن سعرها الباهظ، مما هدد حياة 250 مريض موجود بغرف العناية المركّزة فيها.

على إثر هذا الخطر، قام شابان إيطاليان باستخدام تقنية «الطباعة ثلاثية الأبعاد» لإنتاج هذه الصمّامات، معرّضين أنفسهم للملاحقة القانونية من قبل الشركة المُنتجة.

حيث قاما بتقديم المقترح لشركة «Intersurgical» الأوروبية، مطالبينها بإعطائهم نسخة من «مخطط التصميم»، إلا أنّ الشركة رفضت ذلك تماماً تحت ذريعة «حقوق الملكية لبراءة الاختراع»، مما يعني أيضاً تهديدٌ ضمني بالملاحقة القانونية إذا ما قام الشابان بهذا العمل.

ليبدأ الإيطاليان باستخدام اسلوب «الهندسة العكسية» على عدة صمامات مُستعملة، ويستخلصوا بالتالي «المخطط التصميمي» المطلوب وقاموا بطباعة وإنتاج 100 قطعة وتقديمها للمستشفى.

من المفارقة، أنّ الشركة الرئيسية تبيع الصمام الواحد بسعر «10000 دولار»، بينما كلّف الشابان دولاراً واحداً لكل صمّام.
ومع تأكيد الشابان على أنّ الصمام الأصلي أفضل «على المدى الطويل»، إلا أنّ الصمامات التي أنتجوها تفي بالغرض «على المدى القصير» وتلبي بالتالي الضرورة المطلوبة حالياً بكفاءة، مما أدى إلى إنقاذ حياة 10 مرضى من الـ250 المتواجدين في المستشفى حتى الآن.

يبرز هنا، مجدداً، بمثال بسيط، مرض «الربح» في الأنظمة الغربية، بين «احتكار»الشركة تحت ذريعة «حقوق الملكية» لضمانة ربحها مُستغلة الظرف الإنساني، وكسر هذا الاحتكار من قبل الناس لضمان حياة بعضهم البعض.