واشنطن و"إسرائيل" يرغبان في أن تكون الغلبة للمتمردين السوريين
أشار الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي إلى أن "العلاقة بين السعوديين وإ"سرائيل" وضعت كأساس لمعارضة إيران، ولا تربطها إلّا القليل من القواسم المشتركة مع القضية السورية.
ونوه في مقابلة مع إذاعة صوت روسيا إلى أن "إسرائيل" منذ فترة طويلة أعربت عن رغبتها في أن تكون الغلبة للمتمردين السوريين، كما الولايات المتحدة تماماً. ولكن إذا كانت الولايات المتحدة و"إسرائيل" تريدان حقاً إسقاط حكومة الأسد، كان لا بد من حشد القوات "الإسرائيلية" على الحدود مع سورية في هضبة الجولان، تلك الأراضي السورية التي تحتلها "إسرائيل" في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي والتي هي قريبة جداً من دمشق.
وأضاف، لو فعلت "إسرائيل" ذلك، لكانت الحكومة السورية مضطرة لإعادة تجميع قواتها، وإرسال البعض منهم إلى الجنوب، وبالتالي سيكون ذلك بمثابة عامل تخفيف الضغط على المتمردين. ولكن جوهر الحديث بعيد عن ذلك بكثير، لأن "إسرائيل" ليست مهتمة في سقوط حكومة الأسد. علاوة على ذلك فإن "الإسرائيليين" سعداء جداً لمشاهدة السوريين يقتلون بعضهم بعضاً".
ويعتقد تشومسكي أن الأمل الوحيد لحل النزاع يكمن في نجاح محادثات جنيف، ويتابع في هذا الطار قائلاً: "من الصعب أن نتصور أن حكومة الأسد لن تحصل على دور ما على الأقل في الفترة الانتقالية، بغض النظر عن نتائج المفاوضات. وإلّا، فإنها ببساطة كانت لترفض المشاركة. ومن ناحية أخرى، من الصعب أيضاً أن نتصور أن المتمردين سوف يتمكنون من تشكيل ممثلين لهم للمشاركة في مفاوضات جنيف، هذا إذا كانوا يريدون المشاركة أصلاً".
وأوضح أن "الغرب والولايات المتحدة وحلفائها وخاصة "إسرائيل" يصفون إيران باعتبارها الدولة التي تشكل تهديداً خطيراً للسلام العالمي بسبب برنامجها النووي، ولكن لابد من الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الوسواس الذي يجول في أذهان الفكر الغربي، ليس هو الحقيقة المطلقة. إن دول عدم الانحياز، والتي تشكل جزءا كبيراً من العالم، تدعم وبقوة حق إيران في تخصيب اليورانيوم. على وجه الخصوص، كان ذلك في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي انعقد في طهران. وإذا أمعنتم النظر في خارطة العالم العربي فإنكم سوف ترون أن الديكتاتوريين العرب يعارضون بشدة إيران وسياساتها، أما سكان تلك الدول فلديها وجهة نظر مختلفة.
ويري تشومسكي، أن سكان العالم العربي لا ينظرون إلى إيران باعتبارها دولة تشكل خطراً عليهم، وإنما التهديد الحقيقي نابع من الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي هذا السياق تابع البرفسور حديثه قائلاً:
"فيما يتعلق بقضية انتشار الأسلحة النووية، فهنا لدينا جواب واضح وجلي، يكمن في وجود مشكلة حقيقية بشأن تنفيذ اتفاق معاهدة عدم الانتشار"
وأضاف، "إن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية تلزم القوى النووية تنفيذ جميع التدابير التي تهدف للقضاء على الأسلحة النووية بكل صدق وشفافية. وهذا هو التزام قانوني، يلزم أيضاً بقية الدول الأخرى بالامتناع عن إنتاج وتطوير الأسلحة النووية.
أما حالياً، هناك العديد من الدول التي لم تنضم إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والحديث يدور عن إسرائيل وباكستان وكوريا الشمالية. ولا بد هنا من القول بأنه هناك طرق للتغلب على هذا الوضع. على سبيل المثال، في حالة منطقة الشرق الأوسط لا بد من نهج جدي يتضمن القيام بمحاولة لجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية.
وقال، بالفعل منذ البداية كانت المبادرة المصرية لتطهير المنطقة من الأسلحة النووية، والعالم العربي يتحدث عن هذه المبادرة منذ وقت طويل. أما الغرب فهو يدعم الفكرة ولكن شكلياً فقط. فقد كان من المفترض أن ينعقد في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي مؤتمر في هلسنكي، وذلك من أجل المضي قدماً في هذا الاقتراح. لكن الذي حصل هو أن إسرائيل أعلنت عن عدم مشاركتها، في حين أن إيران أعلنت أنها ستشارك دون شروط مسبقة، وما كان على الرئيس أوباما إلا أن يلغي فكرة انعقاد المؤتمر.
على ضوء هذه الأحداث تسعى كل من روسيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية من أجل تحديد موعد جديد لانعقاد هذا المؤتمر. ولكن ما دامت الولايات المتحدة ليست على استعداد للمشاركة بنشاط فيه فلن تكون هناك أية نتيجة"..