معهد "ستراتفور": السعودية ستكون الخاسر الأكبر من الإتفاق النووي مع إيران
أشار معهد "ستراتفور" الاستخباري إلى أن السعودية ستكون الخاسر الأكبر "وستتأثر سلباً أكثر من اسرائيل" من الإتفاق النووي سيما وأن اهميتها بالنسبة لواشنطن استندت إلى "عامل اوحد: كونها المنتج الأكبر للنفط " وحظيت بحماية الولايات المتحدة "للعرش السعودي من "أعدائه" في العالم الاسلامي وآخرهم ايران".
أما مرحلة ما بعد الاتفاق فتقتضي بتراجع الالتزام الاميركي لحماية آل سعود، سيما وان التنازلات المتبادلة بين ايران والولايات المتحدة تدل على أن "خيطا مشتركا يربط الطرفين بعضهما ببعض".
وأردف أن كلا من "السعودية و"اسرائيل" تعتمد على الحماية الأميركية لأمنهما القومي، ولا تستطيع أي منهما البقاء في منطقة تعجّ بالمخاطر دون ضمانات الولايات المتحدة". وعليه، فمخاوفهما المشتركة قائمة على الأمن القومي "وضمان أميركي لديمومته، وأثبت الإتفاق أن الطرفين عاجزين عن التأثير على سياسة واشنطن، واخفاقهما يشكل تهديدا لأمنهما القومي معا".
وأضاف أن "صناعة النفط والشركات الأميركية الأخرى"تتوثب للعودة إلى السوق الايراني، إذ من الطبيعي أن "تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة" بينهما سيدخل حيز الاتفاق النهائي.
واستدرك بالقول أن بعض القضايا الخلافية بين طهران وواشنطن "لن يجري تداولها في العلن" منها "رغبة الولايات المتحدة أن تخفف ايران من دعمها لحزب الله، والتعهد بأنه لن يدعم الارهاب، أما إيران فتتطلع للحصول على ضمانات أميركية بعدم رعاية واشنطن لقوى معادية لها تتخذ من العراق قواعد انطلاق لها".
وبالنسبة لآل سعود، أوضح "ستراتفور" أن توقعات إيران للمطلوب من العراق تعد "مصدر قلق كبير لهم" لابعاد (ما أسماه) الهيمنة الشيعية على الحكومة، وأي اتفاق اميركي مع ايران في هذا الصدد "يمثل تهديدا للسعودية، بخلاف اسرائيل التي لا تبد إنزعاجا من حكومة شيعية في العراق".
وأكد "سترتفور" أن الولايات المتحدة ليست في صدد "التخلي عن اسرائيل أو السعودية، بل المحافظة على علاقتها معهما وفق شروط معدلة، وينبغي على السعوديين والاسرائيليين التكيف مع التطورات الجارية التي لم يعهدوها من قبل – بمعنى آخر تعايش أميركي مع ايران مستقرة وقوية بعض الشيء بصرف النظر عن ايديولوجيتها".
أي أن الإستراتيجية الأميركية المقبلة تأخذ في الحسبان "حماية مصالحها والإبقاء على موازين القوى، فالهدف ليس المضي للحرب، بل تقوية الأطراف بما فيه الكفاية لشل بعضها البعض" عند احتدام المواجهة.
وفي ما يخص مستقبل إسرائيل أوضح المعهد أن "إسرائيل شبت عن اعتمادها على الولايات المتحدة التي لا تزال ملتزمة بضمان أمنها". المرحلة الراهنة تشير إلى أنها ليست بحاجة للولايات المتحدة "لضمان مصالحها الأخرى مثل بناء المستوطنات في الضفة الغربية، التي في حال تم التيقن من أنها لا تهدد المصالح الأميركية حينها تصبح معضلة إسرائيلية، والا ستضطر الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل لاخلاء المستوطنات".
وحث المعهد اسرائيل على النظر إلى المتغيرات الجديدة أبرزها "دخول الولايات المتحدة حقبة جديدة .. تعتقد ان باستطاعة اسرائيل حماية مصالحها دون الرجوع اليها، ولن تحصل على مساعدة أميركية إلاّ في حال تعرض وجودها للخطر".