اليمن.. عشرات القتلى مع تواصل غارات التحالف والاشتباكات
يتواصل النزاع المسلح في محافظات اليمن الرئيسية على الأرض، فيما تجوب مقاتلات التحالف بقيادة السعودية سماءها لقصف أهداف الحوثيين والموالين لهم، وسط تعثر عملية التسوية سياسيا.
استهدف قصف مدفعي عنيف نفذه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، صباح الأحد 21 حزيران، مستشفى الثورة العام في مدينة تعز، وحسب سكان محليين فإن القذائف المدفعية وجهت إلى أحياء الروضة والموشكي وعصيفرة والتحرير الأسفل.
وأضاف شهود العيان أن الغارة التي استهدفت مستشفى الثورة العام بتعز الذي يتواجد به المصابون بحروق أسفرت عن سقوط العديد من الإصابات.
وفي السياق ذاته، وبمنطقة بني معاذ بمديرية سحار في محافظة صعدة لقيت امرأتان مصرعيهما إثر قصف شنه طيران التحالف، فيما لقي أربعة مدنيين من أسرة واحدة مصرعهم وأصيب آخرون جراء استهداف مقاتلات التحالف منطقة يسنم في مديرية باقم بسبع غارات، حسب ما أفادت به وكالة سبأ للأنباء.
ولفتت الوكالة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى أن الطيران جدد قصفه على مناطق شدا والمنزالة والملاحيط الحدودية.
وبمنطقة سواد حزيز في العاصمة اليمنية صنعاء، قال شهود عيان إن قصفا استهدف جامع خالد بن الوليد والمناطق المحيطة به ما أدى لسقوط 4 قتلى وأكثر من 9 مصابين، مشيرين إلى تضرر عدد من المنازل.
أما بمديرية صرواح مأرب فقد لقي 5 أشخاص بينهم طفلين مصرعهم فيما أصيب 5 آخرون في غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف بالمنطقة.
ومساء السبت 20 حزيران، نفذت المقاومة الشعبية بمديرية همدان هجوما على دورية حوثية في منطقة "وادي ظهر" شمال العاصمة صنعاء وقامت بتدمير عربتهم وقتل من كانوا عليها.
وأشار موقع "يمن برس" إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 3 مسلحين حوثيين، وإصابة 5 آخرين بينهم 3 إصابتهم خطيرة، مشيرة إلى أن ردة فعل أنصار الله الحوثي كانت فورية ومباشرة حيث قام المسلحون الحوثيون بمحاصرة منطقة "وادي ظهر" واختطفوا العديد من الأشخاص.
وحسب سكان محليين فإن الحوثيين اختطفوا 10 من أبناء "وادي ظهر" من أحد مساجد المنطقة، بينهم عضو في المجلس المحلي بمديرية همدان.
وسياسيا، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن مشاورات "جنيف" كانت من طرف واحد، وأنه لم يتم التوصل لاتفاق نظرا لتعنت الحوثيين الذين وصفهم بالمتمردين وإعاقتهم تنفيذ القرار الأممي رقم 2216
وأوضح رياض ياسين في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن وصول إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن لمحاولة حل المسائل خلال الفترة المقبلة، يعتبر من أساس عمله كمبعوث أممي، مبرزا أنه نصح المبعوث الأممي بعدم التشاور مع الحوثيين وحلفائهم في خارج اليمن كونهم لا يمثلون هيكلا رسميا وإنما ميليشيا مسلحة، حسب تعبيره.
وأضاف وزير الخارجية اليمني أن الحوثيين يحاولون السيطرة على المفاصل العسكرية واحتلال المدن ويستهدفون المدنيين في عملياتهم المسلحة.
وشدد الدبلوماسي اليمني على أن وقف إطلاق النار داخل اليمن مرتبط بانسحاب الحوثيين والموالين لهم من المدن، إذ إن وقف إطلاق النار لوحده لن يثمر نتيجة، والدليل أن الهدنة التي منحتها قوات التحالف للمتمردين لمدة خمسة أيام، نتج عنها استهداف المدنيين، وزيادة تحركاتهم في داخل اليمن، واستفزاز الحدود السعودية الجنوبية وإطلاق عدد من الصواريخ عليها.
أما إنسانيا، فقد منع المسلحون الحوثيون سفينة مساعدات تابعة لمنظمة دولية من الوصول إلى ميناء عدن وتحولها إلى الحديدة، حيث صرح نائب محافظ عدن نايف البكري أن سفينة محملة بالمساعدات لبرنامج الأغذية العالمي لم تتمكن من الرسو في ميناء عدن بسبب المعارك.
ووجه نائب محافظ عدن أصابع الاتهام للحوثيين بمنعهم سفينة محملة بالدقيق من دخول عدن لإجبارها على التوجه الى مرفأ الحديدة الواقع على البحر الأحمر، مشيرا إلى أن السفينة غيرت مسارها.
وينذر الوضع الانساني في عدن بكارثة إنسانية حيث يحتاج السكان للمواد الغذائية مع ظهور أمراض لا يمكن معالجتها بسبب فقدان الأدوية مثل الملاريا والحمى التيفية وحمى الضنك خاصة في مع تدهور الأوضاع الصحية العامة في المنطقة بسبب حصار الحوثيين.