«فجر ليبيا» يسيطر على فشلوم .. وليون يدين القتال
سيطرت قوات «فجر ليبيا» وكتائب متحالفة معها السبت 18 نيسان على حي فشلوم، أحد أحياء طرابلس الرئيسة بعد اقتحامه بأكثر من 70 سيارة عسكرية حيث شنت حملة اعتقالات.
وقال شهود عيان من السكان الذين أخلوا منازلهم إن مسلحين تابعين لـ "فجر ليبيا" شنوا حملة اعتقال لشباب الحي وقتلوا بعضهم فور مداهمة منازلهم.
وقالت مصادر إنه سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات منذ صباح السبت الباكر في حي فشلوم وسط المدينة وفي ضاحية تاجوراء شرقها، مشيرين إلى سقوط قذائف على عدة مبان سكنية.
وذكرت مواقع إخبارية أن الاشتباكات اندلعت في فشلوم بعد أن هاجمت جماعة مسلحة نقطة تفتيش تابعة لشرطة مكافحة المخدرات.
من جانبه قال متحدث أمني تابع للمؤتمر الوطني (برلمان طرابلس) في طرابلس إن قواته سيطرت على معسكرين تابعين للجيش في تاجوراء بعد اشتباكات اندلعت الجمعة.
وكان ما لايقل عن 21 شخصا معظمهم من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا قتلوا وجرح نحو 24 آخرون في معارك بتاجوراء الجمعة.
في غضون ذلك أعلن شيوخ وأعيان نالوت أنهم "اتفقوا عقب اجتماع رسمي، السبت، على انسحاب أبنائهم من مليشيات ما يسمى بـ(فجر ليبيا) ومن جميع محاور الاقتتال بالمنطقة الغربية بالكامل".
ونقلت وكالة الأنباء الليبية "وال" عنهم أنه "تبين لهم أن توريط أبنائهم يتم بصورة بشعة للزج بهم في حرب الرابح فيها خاسر والخاسر هو الوطن المكلوم".
وأضافوا أن "ذلك لا يخدم ليبيا بل يتم بهدف تشتيت وتشريد أبناء الوطن لتنفيذ غايات وأجندات خارجية"، مؤكدين أن "قتالهم سيكون مستقبلاً من أجل بناء ليبيا والانضمام إلى الجيش الوطني.. ووحدة الوطن وترابه أكبر من الصراع السياسي".
هذا ودان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون السبت بشدة تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس.
ونقلت وكالة "أ ف ب" عن ليون تأكيده أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر مهما كان للاشتباكات الجارية في طرابلس ولا لاستمرار أعمال القتال المسلح في أجزاء مختلفة من البلاد في الوقت الذي تجتمع فيه الأطراف الليبية المعنية في المغرب كجزء من جهود الوساطة المستمرة لإيجاد تسوية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا".
وجدد المسؤول الأممي "مناشدته لجميع الأطراف في ليبيا أن تبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف فوري للقتال في طرابلس وغيرها من المناطق، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد بيئة مواتية بشكل أكبر لمباحثات الحوار الجارية".
كما شدد على "ضمان عدم استهداف المدنيين والممتلكات المدنية أثناء القتال واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني" وكذلك "إطلاق سراح جميع المدنيين المختطفين فورا وتمكين الجرحى من الوصول إلى العلاج الطبي".
تزامنا مع العمليات العسكرية في طرابلس أكد المؤتمر الوطني العام في ليبيا (برلمان طرابلس) السبت استمراره في المفاوضات مع ممثلي برلمان طبرق المعترف به دوليا، في المغرب، وذلك بعد أن كان عضو في وفد المؤتمر حذر من أن "استمرار قصف" العاصمة قد ينسف الحوار.
وقال محمد صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني في تصريح لفرانس برس في منتجع الصخيرات المغربي الذي يستضيف المفاوضات بين طرفي النزاع الليبي، "نؤكد استمرارنا في الحوار رغم محاولات المجرم خليفة حفتر إفشالها".
وأكد المخزوم في بيان وزعه مساء السبت على الصحفيين في الصخيرات "نعلن للمجتمع الدولي جديتنا في الحوار ودعمنا له"، معتبرا أن "الأعمال التي يقوم بها المخربون يستهدفون بها إعاقة مشروع الحوار الذي لا بد أن يستمر ولا مجال لاختلاق الحجج والأعذار لمقاطعته".
في سياق آخر، صرح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت أن 5 آلاف تونسي انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية "والى طرفي النزاع في ليبيا".
واعتبر في حديث تلفزيوني أن "هناك استغلالا للتونسيين في العمليات الإرهابية".
وأكد السبسي أن "أمن ليبيا من أمن تونس.. وهناك خطوات تونسية لمحاولة حل الأزمة الليبية لن يتم الإعلان عنها في الوقت الراهن".