وجدتها:كيف تقرأ الأخبار العلمية؟
درجت العادة في الصحافة العلمية العالمية، على استخدام أحدث النشرات العلمية، التي جرى نشرها توثيقاً لقيمتها العلمية في الدوريات العلمية المعتمدة، التي يتحقق فيها عدد من المقيّمين من مدى أصالة البحث وصدق وموثوقية العاملين عليه ونتائجهم المزعومة.
ومن ثم يأتي دور الصحافة العلمية، في تبسيط هذا الاكتشاف العلمي أو ذاك الاختراع، من لأجل نقل الصورة بطريقة يسهل وصولها إلى القارئ غير المتمرس في القضايا العلمية، بعيداً عن اللغة المعقدة والاختصاصية التي تكتب بها المقالات العلمية، والتي لا يمكن من دونها التعبير عن تفاصيل العمل وإبراز مدى دقته.
أما إن كان هذا الخبر مخصصاً للصحافة الشعبية، أي أنه يجب على أي قارئ أن يفهمه، فتبدأ عملية تبسيط أعمق، في منهج الشرح وصولاً إلى شرح بعض القضايا العامة التي لا تدرجها المقالات العلمية عادة بهدف إيصال الفكرة العامة للبحث وما هو الجديد الذي قام الباحثون بإبرازه، وكذلك تبسيط يطال اللغة الصحفية ليصبح الخبر متاحاً للجميع.
وعلى اعتبار أن هذه الطرق الصحفية الأساسية منهجياً، لا يمكن تجاهلها في إعداد الخبر العلمي، فيكون الخبر العلمي المنقول بغير هذه الطريقة نوعاً من النصب والاحتيال.
ونرى في الصحافة السورية والعربية، عدداً من الأخبار العلمية –نخص منها أخبار العلم مما يجري محلياً- لا تتبع تلك الطرق المنهجية نهائياً، فلا مصداقية علمية للخبر، بمقال علمي منشور في مجلة محكمة، ولا حتى مصداقية لبراءة اختراع _تبحث عن براءة الاختراع في المصدر المزعوم فلا ترى أثراً لها-، وحتى الباحث لا يكون باحثاً، بل وحتى تكون هناك أخطاء علمية فادحة في الخبر، تجعل الباحثين الحقيقيين يقفزون بنوع من الفزع عما وصلت إليه الصحافة من سطحية وابتذال، بحيث أنها في سبيل «سبق صحفي» تبيع مصداقيتها كلها.
إن احترام عقل القراء، واحد من أسس العمل الصحفي، واحترام عقلنا الإنساني أساس هام من أسس العلم، فهل تمت الإطاحة بأي نوع من احترام العقل في صحافتنا العلمية؟.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 790