خبير اقتصادي: بناء ناطحات السحاب تعقبه دائماً أزمات اقتصادية!

خبير اقتصادي: بناء ناطحات السحاب تعقبه دائماً أزمات اقتصادية!

يؤثر تزايد السكان في المراكز الحضريّة بالمدن والعواصم الكبرى على الهندسة المعمارية للمباني الحديثة، والمناطق التي كانت مزدهرة وعامرة بالسكان تتغيّر لتحل محلها مناطق أخرى جديدة. 

ومنذ عام 2006 يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضريّة، وتترك الزيادة السكانية آثارها ليس فقط على تكاليف الحياة وضرورة الانتقال من مكان لآخر، ولكن أيضاً على شكل الأبنية الحديثة. 

ويُقدّر مع هذه الزيادة السكانية المطّردة أن نصف الأبنية الشاهقة أو ما يعرف بناطحات السحاب في جميع أنحاء العالم بُني في الأعوام الـ13 الأخيرة. 

وخلال القرن الماضي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تنفرد بمعظم الأبنية الشاهقة، إلا أنه ومع بداية هذا القرن تحولت الصورة إلى المدن الآسيوية الكبرى، وخير مثال على ذلك مدينة شانغهاي الصينية. كان يوجد في هذه المدينة المليونية 120 بناء شاهقاً فقط في عام 1980، واليوم يصل العدد إلى 12 ألف بناء. 

وازداد التنافس أيضاً بين المدن في الفترة الأخيرة للوصول إلى أعلى الارتفاعات، حتى وصل الأمر إلى برج خليفة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة والذي يُعد أعلى بناء شيده الإنسان، وأطول برج في العالم بارتفاع 828 مترا، ويضم 163 طابقا، وبلغت تكلفة بناءه 1.5 مليار دولار أمريكي وافتتح رسميا في يناير 2010، كما يوجد الآن حول العالم أكثر من 50 بناء شاهقا بُني 7 منها فقط في عام 1990. 

ومع هذا ترتفع أصوات كثيرة تنتقد بناء ناطحات السحاب، وتقول إن بناءها يتعارض مع البيئة والتكوين الطبيعي للمدن، كما ظهرت عام 1999 فرضيّة وضعها الخبير الاقتصادي أندريو لاورنس تقول بأن بناء ناطحات السحاب تعقبه دائما أزمات اقتصادية. فتشييد مبنى "امباير ستيت" في نيويورك عام 1930، وبناء أبراج في كوالالمبور عام 1997 وفي دبي عام 2010، كلها أعقبتها أزمات اقتصادية، فهل ينبئنا ذلك عن شيء من طبيعة المرحلة القادمة في شنغهاي في الصين والمدن الآسيوية الأخرى؟ 

 

المصدر : SRF + RT