طريقة جديدة لإنشاء تركيبات كيميائية ذات مواصفات مطلوبة
يعتبر ملح الطعام مثلاً الذي يرمز له بـ NaCl تركيباً كيميائياً وحيداً لعنصري الصوديوم والكلور يمكن إيجاده في الطبيعة. أما التركيبات الأخرى لهما مثل NaCl5 وNa2Cl3 فتعتبر غير موجودة ومن المستحيل الحصول عليها.
في حين أن أرتيوم أوغانوف يتمكن من تحقيق ذلك، ولكن ليس بطريقة تقليدية متبعة في علم الكيمياء. فقد وضع وطور طريقة جديدة للتنبؤ بمواصفات البنى البلورية، الطريقة التي يتبعها أكثر من 1500 عالم في كل أنحاء كوكبنا الآن.
حصل الخبراء على مواد جديدة سابقاً عن طريق تجارب عديدة سميت بطريقة التجربة والخطأ وذلك بالأخذ بالحسبان الخبرة المكتسبة سابقاً وأسلوب العمل المماثل، وغير ذلك.
أما العالم أوغانوف فيلجأ في عمله إلى طريقة أخرى تماماً. إنه ينشئ مادة جديدة معتمداً على قوانين فيزيائية أساسية، ما يعني عملياً أنه يقوم بإنشائها عن طريق الحسابات، حيث يتنبأ بماهية البنى البلورية جديدة التي يمكن الحصول عليها من تركيب عناصر كيميائية معينة بعضها مع البعض. إذا كان المطلوب مثلا إنشاء مادة أكثر قساوة أو أخف وزناً لا يتوجه العالم إلى مختبره ولا يجري أي تجارب، بل يجلس في مكتبه أمام حاسوب خارق القوة ويقوم بحسابات مطلوبة له فيتلقى جواباً حول طريقة الحصول على هذه المادة المطلوبة.
في نهاية الأمر تبين أنه من الممكن الحصول على تركيبات كيميائية "غريبة" عن طريق زيادة الضغط المطبق عليها إلى مقادير أكبر من 250 ألف ضغط جوي (أي كيلوغرام على سنتيمتر مربع).
يعتقد أرتيوم أوغانوف أن حالات جديدة من المواد اكتشفها أثناء أعماله عبارة عن بوادر لعلم الكيمياء الجديدة.
كانت التجارب ببنية جديدة لعنصر البوروم في مقدمة اكتشافاته، حيث تمكن العالم من تحويل مادة ذلك العصر إلى مادة قاسية جداً يتفوق عليها الماس فقط.
يأمل الباحث بالحصول عن طريق "الحساب" على مادة ستكون أفضل عازل كهربائي يعتبر مطلوباً جداً لإنتاج معالجات للإلكتونيات ومكثفات خارقة تستخدم لتخزين الطاقة الكهربائية.
تخرج أوغانوف من جامعة موسكو الحكومية ويعمل حالياً في جامعة ولاية نيويورك وحصل على منحة كبيرة لتأسيس مختبر في معهد موسكو للفيزياء التقنية.
المصدر: صحيفة "روسيسكايا غازيتا"